ذا ناشيونال: الصراع الأخير في غزة يضع علاقات مصر مع إسرائيل على المحك

خلاصة

بعد أكثر من أربعة عقود من إبرام اتفاق سلام بارد، لا يزال هناك خلاف بين مصر وإسرائيل بشأن القضية الفلسطينية، وفق ما يخلص تقرير لموقع ذا ناشيونال.

نشر موقع ذا ناشيونال تقرير أعدَّه حمزة هنداوي يتناول تداعيات الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل على العلاقات المصرية الإسرائيلية. 

ويقول الكاتب إن اندلاع الصراع الأخير بين الإسرائيليين والمقاومة في غزة يضع علاقات مصر مع إسرائيل في أصعب اختبار لها منذ 44 عامًا منذ توقيع الأعداء السابقين على معاهدة سلام تاريخية.

بعد سنوات مما أصبح يُعرف بـ «السلام البارد»، أقام الجانبان علاقات وثيقة نسبيًا في العقد الماضي، وتعاونا في مكافحة الإرهاب والطاقة ومكافحة الاتجار بالبشر والمخدرات في إسرائيل.

لكن يبدو أن روح التعاون هذه قد حطمها جولة العنف التي أشعلها توغل حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي خلف 1300 قتيل إسرائيلي. كما قتل أكثر من 2200 فلسطيني في غزة في ضربات جوية إسرائيلية انتقامية.

قضايا شائكة

ويلفت الكاتب إلى أن الاختلافات بين الجارتين هذه المرة جوهرية وتتركز على مجموعة من القضايا الشائكة. وإذا تعرضت العلاقات لقطيعة دائمة، فإن التداعيات على مصر وإسرائيل والمنطقة وخارجها ستكون لا تحصى.

ومما يثير القلق بالقدر نفسه أن العلاقات الحيوية بين مصر والولايات المتحدة - الداعم الاقتصادي الرئيس لها منذ عقود وأقرب حليف لإسرائيل - قد تتعرض لخطر جسيم إذا كان هناك انهيار كامل في العلاقات مع الإسرائيليين.

ولا ينبغي أن يكون أي من هذا مفاجئًا، وفقًا للكاتب.

كانت معاهدة السلام لعام 1979 هي الأولى بين دولة عربية وإسرائيل. لقد أنهى عداوة تعود إلى عام 1948 عندما خاض الزوجان أول حروب من أربع حروب كاملة.

كرست المعاهدة أيضًا تحولًا زلزاليًا في التحالف الأجنبي المصري الذي أعاد تشكيل المشهد في المنطقة، واستبدل الولايات المتحدة بالاتحاد السوفيتي باعتبارها داعمًا أجنبيًا رئيسًا للقاهرة.

ولمكافأة مصر على صنع السلام مع إسرائيل، أطلقت الولايات المتحدة برنامج مساعدات سخي شهد تدفق مليارات الدولارات على البلاد في شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية حتى يومنا هذا.

توتر العلاقات

لكن، وحسب ما يتابع الكاتب، فقد تدهورت العلاقات المصرية الإسرائيلية تدهورت تدهورًا حادًا بعد أن استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي معبر غزة الحدودي مع مصر ثلاث مرات على الأقل، مما تسبب أيضًا في إلحاق أضرار بالجانب المصري من الحدود. وانتقدت مصر إسرائيل بسبب الضربات وطالبتها بوقفها.

وتأكيدًا للموقف الإسرائيلي، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي الأدميرال دانيال حجري في إفادة إعلامية يوم السبت إن الحدود مغلقة وأي حركة أو عبور إلى مصر سيكون بالتنسيق معنا. وفي الوقت الحالي، هذه القضية لا تحدث، على حد تعبيره.  

ولسوء حظ مصر، جاءت الأزمة التي تواجهها بشأن العلاقات مع إسرائيل والضغط الغربي الذي تتعرض له لتبني سياسات أكثر انسجامًا مع سياسات إسرائيل بشأن غزة وسط أزمة اقتصادية حادة.

وقال مصرفي كبير مقيم في القاهرة طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع «نتفهم أنه كانت هناك عروض لمصر من بعض الحكومات الغربية للإعفاء من الديون والاستثمار المباشر مقابل موقف أكثر مرونة بشأن غزة»..

ولا تزال مصر ثابتة، ولا تزال مخلصة لقضية فلسطينية دافعت عنها لأكثر من 70 عامًا.

وفي تأكيد على الخلاف، لم يُلطف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلماته عندما انتقد على نحو غير مباشر رد فعل إسرائيل على هجوم حماس.

وفي إشارة إلى السياسات الإسرائيلية، قال إن مصر تريد أن ترى نهاية «للعقاب الجماعي والحصار وتجويع الناس والإخلاء». وحذر من أن «استضافة إخواننا الفلسطينيين يمكن أن يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية».

مؤامرة لتهجير الفلسطينيين

وأضاف الكاتب أنه وفي قلب الخلاف ما تعتبره القاهرة الآن مؤامرة من جانب إسرائيل وداعميها لإجبار سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على الخروج من القطاع الساحلي إلى شبه جزيرة سيناء ذات الكثافة السكانية المنخفضة في مصر.

وترى مصر في مثل هذا السيناريو تكرارًا غير مقبول للنزوح الكارثي لمئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم وقت إنشاء إسرائيل عام 1948 وحرب الشرق الأوسط عام 1967، المعروفة باسم «النكبة».

وقال مايكل حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية ومقره نيويورك: «العلاقات متوترة بطريقة لم نشهدها منذ سنوات؛ ذلك أن مصر قلقة للغاية بشأن مسار الأحداث. وهي قلقة بشأن ما سيأتي بعد ذلك وهي تواصل رفض تحويل عبء القضية الفلسطينية إلى أكتافها».

زقال الكاتب إن قيام مصر وإسرائيل بإحلال السلام في عام 1979 وإقامة علاقات أمنية وثيقة في العقد الماضي لا يعني ظهور الخلافات بينهما فقط بعد هجمات 7 أكتوبر. فقد كانت الدولتان في كثير من الأحيان على خلاف حاد حول القضية الفلسطينية.

أدانت القاهرة مرارًا قسوة إسرائيل في التعامل مع الفلسطينيين. وكذلك أغضبها بناء المستوطنات اليهودية في الضفة وقتل أو اعتقال الأطفال في القدس، ومقتل آلاف المدنيين في الحروب الإسرائيلية السابقة ضد حماس، من بين قضايا أخرى.

لكن مقتل مئات الإسرائيليين، بمن فيهم نساء وأطفال في توغل 7 أكتوبر وما تلاه من ضربات جوية إسرائيلية لقطاع غزة، سلط الضوء على مدى تباعد البلدين.

وأشار الكاتب إلى أن حكومة الرئيس السيسي، على سبيل المثال، لم تدين علنا مقتل مئات المدنيين الإسرائيليين في توغل حماس. كما لم تقدم القاهرة أي تعازي علانية. 

ولم يكن هناك اتصال مباشر بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ هجوم حماس، على الرغم من أنه لا يمكن استبعاد تحدثهما عبر الهاتف لكنهما اختارا عدم نشر المكالمة.

كما رفضت مصر مطالبة الجيش الإسرائيلي بإجلاء أكثر من مليون شخص في النصف الشمالي من قطاع غزة والانتقال إلى الجنوب، ووصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي.

وانتقد شيخ الأزهر الرد الإسرائيلي ودعا الفلسطينيين للثبات والصمود وعدم ترك أراضيهم، وقال: « وليعلم العالم أجمع بل لتعلم الدنيا كلها أنَّ كلَّ احتلالٍ إلى زوالٍ، إن آجلًا أم عاجلًا، طال الأمد أم قصُر».

الموضوع التالي وول ستريت جورنال: واشنطن تسعى لعزل حماس بينما تعمل مع مصر وقطر لاستعادة الأسرى والإجلاء
الموضوع السابقالجارديان: سجينة سياسية سابقة تقول إن مزاعم بوب مينينديز مروعة