جيوبوليتيكال مونيتور: الشرق الأوسط على حافة الهاوية: لماذا يجب أن يتوقف الصراع في غزة
يتعين وقف الحرب الآن؛ ذلك أن آخر ما يحتاجه العالم الآن هو اندلاع حرب إقليمية جديدة في الشرق الأوسط تأكل الأخضر واليابس، وفق ما يخلص امقال نشره مركز جيوبوليتيكال مونيتور.
نشر مركز جيوبوليتيكال مونيتور تحليلًا للكاتب محمد الدوح يستعرض فيه الوضع الخطير الذي تشهده منطقة الشرق الاوسط وضرورة وقف الحرب في غزة.
وقال الكاتب إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتصاعد سريعًا في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شنتها حماس، الأمر الذي يعيق التقدم الأخير على الجبهة الدبلوماسية في احتمال التطبيع الإسرائيلي مع العالم العربي.
ومع ذلك، يجب حساب رد إسرائيل بعناية من الآن فصاعدًا. ومن المفهوم أن إسرائيل ستستهدف أعضاء حركة حماس والمقاتلين واللوجستيات الدفاعية للحركة، بيد أن السعي إلى فرض عقاب جماعي على جميع المدنيين في غزة مسألة مثيرة للقلق.
وأضاف الكاتب أن غزة تُعد واحدة من أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، حيث يعيش ما يقرب من مليوني شخص في منطقة تبلغ مساحتها حوالي 140 ميلًا. وعلاوة على ذلك، كانت الوضع الإنساني في غزة في حالة يرثى لها بالفعل قبل اندلاع الحرب الجديدة، مما جعل التدهور الأخير أكثر إثارة للقلق، كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤخرًا. ومنذ يوم الاثنين 9 أكتوبر، تقطع إسرائيل إمدادات الكهرباء والمياه والطاقة عن غزة.
ولفت الكاتب إلى ضرورة النظر في التأثير العاطفي على العالم العربي. ويمكن أن تمتد تداعيات هذا الصراع إلى ما هو أبعد من المجال السياسي، لأنه يؤثر بشدة على قلوب وعقول الشعوب في جميع أنحاء الدول العربية والإسلامية، مما يولد الاستياء ضد إسرائيل والشعور بالعجز في القدرة على مساعدة إخوانهم العرب في غزة.
وعلاوة على ذلك، سيزيد الصراع من توحيد العالم العربي تضامنا مع الفلسطينيين، في مواجهة ما يعتبر عدوانًا إسرائيليًا عشوائيًا ضد المدنيين. وهذا الارتباط العاطفي في جميع أنحاء العالم العربي يعزز الدعم لفلسطين ويزيد الضغط على الحكومات للعمل، دبلوماسيًا وماديًا.
ويشدد الكاتب بششكل عام على ان الوضع معقد للغاية بالنظر إلى الطبيعة غير المسبوقة لهجمات حماس في 7 أكتوبر، إلى جانب الانتقام الإسرائيلي المستمر في غزة.
وعلى الرغم من الحجج حول الدوافع وراء هجمات حماس ودعم إيران، فإن الجانب العاطفي الناتج عن الصراع المستمر في غزة هائل وبعيد المدى في جميع أنحاء العالم العربي.
ويرى الكاتب أن مزيج الغضب والتضامن والحزن والخوف والتهديد المحتمل للتطرف يشكل التصورات والمواقف بين الشعوب العربية، مشيرًا إلى أن تحقيق السلام الدائم يتطلب الاعتراف بالأبعاد العاطفية للصراع ومعالجتها لكلا الجانبين وتمكين الأصوات المعتدلة داخل العالم العربي من أجل التوصل إلى حل سلمي يحترم الحقوق والتطلعات المدنية لجميع الأطراف المعنية.
ومع استمرار تصاعد التوترات، من الضروري للجهات الفاعلة الدولية والقوى الإقليمية والأطراف المعنية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإعطاء الأولوية للمفاوضات البناءة، والعمل من أجل سلام مستدام ودائم مع النظر بعناية في الآثار الجيوسياسية لكل عمل على القوى الدولية والإقليمية.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن آخر ما يحتاجه العالم الآن هو اندلاع حرب إقليمية جديدة في الشرق الأوسط تأكل الأخضر واليابس.