أتلانتك كاونسيل: يمكن لممر إنساني في النقب الإسرائيلي أن ينقذ سكان غزة

خلاصة

في ضوء محدودية الخيارات المتاحة لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء في غزة، يبرز مقترح النقب باعتباره خيارًا ممكنًا يجب على القادة الإسرائيليين والأمريكيين النظر فيه، وفق ما يخلص مقال نشرته مجال أتلانتك كاونسيل.

نشرت مجلة أتلانتك كاونسيل مقالًا للكاتبين آلان بينو وكازيمير يوست يتناولان فيه أهمية وجود ممر إنساني لإنقاذ سكان سكان غزة. 

يلفت الكاتبان في مستهل مقالهما إلى أن الرأي العام العالمي يتغير سريعًا بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي حين أعرب الكثيرون في البداية عن عميق تعاطفهم مع المدنيين الإسرائيليين الذين قتلتهم أو احتجزتهم حركة حماس في 7 أكتوبر، هناك الآن تركيز أكبر بكثير على قتل وحرمان المدنيين الأبرياء في قطاع غزة. 

تحدي كبير

وقالت المجلة إن هذا التحول في التعاطف يُشكّل تحديًا كبيرًا لإسرائيل والولايات المتحدة، إذ تعمل الأخيرة على دعم الدولة اليهودية ومنع تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية يمكن أن تجتذب الولايات المتحدة. وأظهر الرئيس جو بايدن بالفعل دعمه القوي لإسرائيل والتزامه بأمنها خلال رحلته إلى هناك في 18 أكتوبر، وكذلك عند عودته، عندما ألقى خطابه في المكتب البيضاوي حول الحرب بين إسرائيل وحماس. وبينما دافع عن حق إسرائيل في الرد على حماس، حث إسرائيل أيضًا على تجنب إيذاء المدنيين الفلسطينيين وضمان تلبية احتياجاتهم الإنسانية.

وأرجع المقال الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين جزئيًا إلى ما وصفه بإخفاء حماس أسلحتها ومقاتليها ومراكز اتصالاتها بين السكان المدنيين. ونتيجة لذلك، ليس أمام الفلسطينيين الأبرياء سوى خيارات قليلة لإيجاد الأمان في وجه القنابل الإسرائيلية.

طلبت السلطات الإسرائيلية من الفلسطينيين الانتقال إلى جنوب غزة، حيث ستقيم إسرائيل «مناطق آمنة»، لكن الفلسطينيين لا يثقون في «كلمة الجيش الإسرائيلي». وبالتالي، يرفض مئات الآلاف مغادرة شمال غزة خوفًا من أنهم لن يتمكنوا أبدًا من العودة أو  لن يتمكنوا من الهروب من القنابل الإسرائيلية في الجنوب. 

ويلفت المقال إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي والذي يهدف إلى تدمير حماس، حتى لو نُفذ بعناية، فلن يؤدي إلا إلى تفاقم البؤس الذي يلحق بأكثر من مليوني فلسطيني، الذين يعيشون على إمدادات محدودة من الغذاء والماء والوقود والدواء.

علاوة على ذلك، فإن معبر رفح إلى مصر لن يوفر، في أفضل الظروف، سوى إغاثة جزئية ولا يمكنه تلبية الاحتياجات الملحة لسكان غزة. وتفيد سلطات الأمم المتحدة بأن هناك حاجة إلى مائة شاحنة إمدادات يوميًا لتوفير كميات كافية من الغذاء والمياه لسكان غزة. ولا يشكل عدد الشاحنات المسموح بدخولها إلى غزة يوميا سوى جزء صغير من هذه الاحتياجات.

الخيارات محدودة

وأشارت المجلة إلى العدد الكبير للنساء والأطفال ما يجعلهم الأكثر عرضة لخطر القصف الجوي الذي يقتل المدنيين ومقاتلي حماس على حد سواء في غزة. وتنفد الأدوية الأساسية والوقود ومرافق التشغيل من المستشفيات، وهي الحاجات اللازمة لمواجهة الكارثة التي تتكشف.

وبالتالي، فإن الخيارات محدودة لمن يسعون إلى الفرار من القتال. وأوضح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تستقبل الفلسطينيين في سيناء. ولن يرغب الكثيرون في الذهاب، بعد أن عانوا من التهجير من فلسطين التاريخية في الماضي، وخوفًا من عدم قدرتهم على العودة. ومصر لديها مشاكلها الخاصة ولا تريد تدفق الفلسطينيين الذين، على الأرجح، سيصبحون ضيوفًا دائمين في سيناء.

خيار النقب

ومع ذلك، هناك خيار يجب على القادة الإسرائيليين والأمريكيين النظر فيه أثناء سعيهم لمواجهة المشاعر المعادية لإسرائيل المتزايدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بشأن الخسائر المدنية الفلسطينية، وفقًا للمقال. 

ويتجسد هذا الخيار في الشعار الصهيوني القديم: «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». فصحراء النقب الإسرائيلية قليلة السكان نسبيًا ويمكن أن تستوعب مؤقتًا النساء والأطفال الفارين من غزة من خلال توفير ممر إنساني للأراضي الشاغرة في الجنوب. 

ولفت الكاتبان إلى أنهما ليسا الوحيدين اللذين فكرا في هذا الاقتراح؛ فقد طرح الرئيس المصري السيسي الفكرة نفسها. وقد أصبحت الأوضاع في غزة رهيبة لدرجة أنه يلزم النظر فيها. وستسيطر إسرائيل على خروجهم من القطاع، وتفحص كل منهم للتأكد من أنه لا يمكن لأي امرأة أو طفل أو مسن من غزة أن يشكل تهديدًا. ويمكن للمجتمع الدولي أن يقدم على الفور المساعدة - الخيام والغذاء والوقود والإمدادات الطبية والرعاية - اللازمة لتلبية احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين.

لن يغادر البعض غزة لأن هذا سيتطلب من النساء التخلي عن الأبناء والأزواج والأقارب الذكور الآخرين - ناهيك عن أنهم سيقلقون بشأن عدم قدرتهم على العودة إلى ديارهم. وسيعترض الإسرائيليون على تيسير دخول مئات الآلاف من الفلسطينيين.

ويرى الكاتبان أنه لا يوجد حل مثالي للتخفيف من حدة الموت والدمار المنتظرين في قطاع غزة، ولكن إخراج النساء والأطفال والمسنين سيكون خطوة إيجابية من شأنها أن تعزز التزام إسرائيل بتقليل الأذى الذي يلحق بالمدنيين حتى في الوقت الذي تسعى فيه إلى تدمير التهديد الذي تشكله حماس. كما يمكن أن يؤكد اهتمام الرئيس بايدن بحماية المدنيين الأبرياء مع الدعم الكامل للاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وفق ما يختم الكاتبان.

الموضوع التالي بلومبرج: إيني ترى استئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال في مصر عندما يتراجع الطلب المحلي
الموضوع السابقالمونيتور: انفجارات في مصر بالقرب من الحدود الإسرائيلية مع احتدام حرب غزة