روزا لوكسمبورج: التمثيل الإيمائي للانتخابات الرئاسية في مصر
يتوجه المصريون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الشهر المقبل، لكن الفائز بالانتخابات مسألة محسومة للسيسي بسبب قمع نظامه، ورغم ذلك فإن جدار الخوف الذي طوَّق المصريين على مدى عقد يتصدع ببطء ولكن بثبات، وفق ما يخلص مقال نشرته مؤسسة روزا لوكسمبورج.
نشر موقع مؤسسة روزا لوكسمبورج مقالًا كتبه الناشط المصري حسام الحملاوي سلط الضوء فيه على ما يصفها بتمثيلة الانتخابات الرئاسية في مصر.
وقال الكاتب إن مصرستتوجه الشهر المقبل إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس، لافتًا إلى أن النتيجة محسومة: سيفوز عبد الفتاح السيسي، الدكتاتور العسكري الذي حكم البلاد بقبضة حديدية منذ توليه السلطة قبل أكثر من عقد من الزمن، سيفوز بولاية رئاسية ثالثة.
وقال الكاتب إن هذا النوع من الانتخابات الشكلية لها تاريخ طويل في البلاد، فقد كانت الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة في مصر حريصة دائمًا على بناء واجهة قانونية، حريصة على الحكم بالقانون، بدلًا من حكم القانون.
ومع ذلك، حتى لو كانت فترة ولاية ثالثة للسيسي مضمونة، فإن قبضته طويلة الأمد على السلطة لن تكون دائمة. فمع تراجع شعبيته، وحالة الفوضى الاقتصادية، وتزايد المقاومة لحكمه يوما بعد يوم، فإن ما إذا كان السيسي سيستمر في الحكم حتى عام 2030 هو مسألة مختلفة تمامًا.
وأشار الكاتب إلى سنوات القمع التي سجن فيها النظام وقتل وطارد المعارضين وضيق الخناق على المعارضة والأحزاب السياسية. وبدلًا من بناء قاعدة سياسية واسعة أو تحالف طبقي ليكون بمثابة الأساس لحكمه، يعتمد السيسي فقط على الأجهزة القمعية، أي كبار القادة العسكريين، لإدارة البلاد بشكل يومي.
ولفت الكاتب إلى الانقسام بين المعارضة المصرية في كيفية التعامل مع الانتخابات الرئاسية الصورية بين راغب في المشاركة الإيجابية خلف المنافسي الجديين على أمل التغيير من خلالها أو من ينادون بمقاطعتها لتجريدها من الشرعية.
وتطرق الكاتب إلى افتقار السباق الانتخابي إلى منافسين جديين حقيقيين والذي قد تُشكل مشاركتهم تحديًا حقيقيًا أمام السيسي، موضحًا أن أحد هؤلاء هو فريد زهران الذي شارك حزبه في حكومة ما بعد الانقلاب وأيد مذبحة رابعة، والذي أفادت تقارير أنه التقى مسؤولين من المخابرات المصرية وحثوه على الترشح، وهو أمر يوضحه حصوله على موافقة عشرين عضوًا من البرلمان الموالي للنظام، رغم نفيه اجتماعه بالمخابرات.
وأضاف الكاتب أن المرشح الوحيد الذي كان من الممكن أن يكون مرشحًا حقيقيًا هو السياسي المعارض أحمد طنطاوي والذي تعرض هو وأنصاره للمضايقات وتقييدات حتى لا يتمكن من تلبية شروط الترشح، وهو ما دفعه للتخلي عن محاولته.
ويقول الكاتب إنه وفي حال كانت انتخابات ديسمبر حرة ونزيهة حقا، فهناك أسباب وجيهة تتراوح من السياسة إلى الاقتصاد للاعتقاد بأن السيسي سيخسر – وخسارة كبيرة. والشيء الوحيد الذي يضمن فوزه هو القوة الغاشمة.
ورغم ذلك، وبحسب ما يؤكد الكاتب، فإن جدار الخوف الذي طوَّق المصريين طوال عقد من الزمان يتصدع ببطء ولكن بثبات.