دويتشه فيله: مصر تحاول تحقيق توازن صعب في موقفها من الحرب في غزة

خلاصة

تعمل الحكومة المصرية على الموازنة بين المشاعر العامة المؤيدة للفلسطينيين والدعوات إلى تقديم المساعدات مع الخوف من تسهيل التهجير الدائم للفلسطينيين من غزة. وتلعب الاضطرابات الداخلية المحتملة دورًا أيضًا، وفق ما يخلص تقريرلموقع دويتشه فيله.

نشر موقع دويتشه فيله تقريرًا للكاتبة جنيفر هوليس حول محاولة الحكومة المصرية تحقيق توازن صعب في موقفها إزاء ما يحدث في غزة.

وقالت الكاتبة إن الصراع الحالي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة دفع مصر إلى محاولة ممارسة توازن صعب؛ ذلك أن مصر هي الميسر الرئيس لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولكنها ترسم أيضًا خطًا أحمر عندما يتعلق الأمر باستقبال الفلسطينيين النازحين.

ونقل الموقع عن ميشيل بيس، الباحث في مركز الأبحاث تشاتام هاوس، قوله إن «موقف القاهرة يُشكله عدد القتلى المدنيين المثير للقلق والمتزايد مع استمرار الغزو البري في غزة، وكذلك الضغط الأوروبي والأمريكي لفتح معبر رفح الحدودي أمام الفلسطينيين الذين يرغبون في العبور».

أوضح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن معبر رفح الحدودي - المعبر الوحيد إلى غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل - لن يصبح مخرجًا للفلسطينيين من غزة.

وقال «مصر تؤكد بوضوح وصرامة أنها لن تقبل أبدا نزوح أي فلسطيني إلى الأراضي المصرية».

وقال بيس: «تتذكر مصر جيدًا ما حدث في عام 1948، عندما حدثت النكبة، إذ لم يُسمح للفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم وقراهم بالعودة عندما انتهت تلك الحرب». وأضاف أن «مصر تعتقد أن هذا النمط يمكن أن يعيد نفسه».

وقال تيموثي كالداس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن: «رغم ذلك، يحق للمدنيين في غزة طلب اللجوء، وهم وحدهم من يستطيع أن يقرر كيف ومتى يمارسون هذا الحق. ومصر ملزمة بالسماح للمدنيين بالدخول، إذا أرادوا ذلك».    

وأضاف كالداس «ومع ذلك، يجب أن يوضح شركاء إسرائيل أن سكان غزة لهم الحق في العودة إلى غزة عندما تنتهي الأعمال العدائية ويجب تحذير قادة إسرائيل من أن منعهم من القيام بذلك سيشكل تطهيرًا عرقيًا».

تهديد محتمل للأمن المصري

وقال بيس إن الحجة المصرية الأخرى ضد السماح للناس بالدخول هي أنه ربما يكون من المستحيل فصل المسلحين الفلسطينيين عن اللاجئين المدنيين.

وأضاف: «إذا أقامت الجماعات الجهادية الفلسطينية روابط لوجستية وأيديولوجية وعملية مع نظرائها المتمركزين في سيناء، فإن مصر تخشى أن يحاول هؤلاء النشطاء شن هجمات على أهداف إسرائيلية من الأراضي المصرية، مما يدعو إلى انتقام إسرائيل ويُقوِّض علاقاتها مع مصر».

كما أعرب السيسي عن هذا القلق خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا في القاهرة.

ويقول كينيث روث، المدير التنفيذي السابق لهيومن رايتس ووتش وهو الآن أستاذ زائر في جامعة برينستون في الولايات المتحدة، إن السيسي هو أيضًا «متعاطف للغاية مع محاولات إسرائيل لسحق حماس لأنه هو نفسه استخدم العنف الرهيب لسحق جماعة الإخوان المسلمين، وهي قريب أكثر سلمية لحماس، بما في ذلك مذبحة عام 2013 التي راح ضحيتها 817 متظاهرا في ساحة رابعة بالقاهرة».

قمع المتظاهرين

ولفتت الكاتبة أن أحداث الشهر المنصرمة من الصراع كان لها أيضًا تأثير على العلاقة بين الحكومة المصرية الاستبدادية وشعبها.

ويقول ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية، إن "الخلافات بسبب الصعوبات الاقتصادية في البلاد، وأيضا بسبب الاستبداد، تراجعت قليلا".

وفقًا لناثان براون، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، والزميل الحالي في معهد هامبورغ للدراسات المتقدمة في ألمانيا، فإن «الاختلافات بسبب الصعوبات الاقتصادية في البلاد، ولكن أيضًا بسبب الاستبداد، خفت قليلاً»، وقال «تركز الاهتمام بدلًا من ذلك على حماية حدود مصر الوطنية».

الموضوع التالي الإندبندنت: كيف يدمر الصراع بين حماس وإسرائيل السياحة في مصر؟
الموضوع السابقذا كونفرزيشن: السيسي يواجه انتخابات وسط ركود اقتصادي وغضب شعبي بسبب التقاعس عن التحرك بشأن غزة