الجارديان: الحرب في غزة تظهر الحاجة إلى التوقف عن التفكير في وجود حلول عسكرية للمشاكل السياسية
كما هو الحال في أفغانستان والعراق، لن ينجح استخدام القوة المكثفة ضد القوات شبه العسكرية في غزة. ومرة أخرى سيكون لها عواقب وخيمة، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الجارديان.
نشرت صحيفة الجارديان مقالًا للكاتب بول روجرز، أستاذ فخري لدراسات السلام في جامعة برادفورد، يتحدث فيه عن عدم جدوى الحلول العسكرية للمشاكل السياسية وأن حملة إسرائيل لن تنجح.
يقول الكاتب إنه ومع بداية الشهر الثاني من حرب غزة، يظهر سؤالان: ما هو نوع الصراع الذي نشهده وإلى متى سيستمر ؟ تجبرنا هذه الأسئلة على النظر في اتجاهات أطول في الحرب الحديثة، لا ترتبط فقط بـ «الحروب على الإرهاب» بعد 11 سبتمبر ولكن بنموذج أمني عالمي أكثر يتعلق بالحفاظ على السيطرة، بدلًا من معالجة الأسباب الكامنة وراء التمرد.
في أعقاب هجوم حماس مباشرة، تحدث بنيامين نتنياهو عن سحق حماس حتى لا تتمكن من تهديد إسرائيل مرة أخرى. وكان الأمر مشابهًا بشكل مخيف لإعلان جورج دبليو بوش ضد القاعدة وطالبان بعد 9/11، والذي كان له عواقب وخيمة، خاصة على أفغانستان والعراق.
وعلى المنوال نفسه، وبعد شهر من الحرب، فإن نية نتنياهو هي تدمير حماس. وسيتبع ذلك سيطرة طويلة الأمد على غزة، وليس فقط حصارها. وكما قال نتنياهو: «ستتحمل إسرائيل لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة، لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نفعل ذلك». ونظرا للضغط المتزايد من جانب مستوطني الضفة الغربية وتزايد العنف، سيكون من الضروري أيضا القيام بمستوى عال من دوريات الشرطة والدوريات العسكرية هناك.
لكن، وحسب ما يضيف الكاتب، وحتى لو أمكن تدمير حماس في غزة، التي تبدو بالفعل إشكالية - إذا كان ذلك ممكنًا بالأساس - فستبقى الأفكار والتطلعات والمظالم التي تقف وراءها، مدعومة بلا شك بعشرات الآلاف من الشباب الذين يعانون من التأثير الكامل لهذه الحرب. وتظهر التجارب السابقة أن الاحتلال والحلول الأمنية على المدى الطويل هما أيضًا استراتيجيات غير مستدامة.
ويلفت الكاتب إلى أن القتال الحضري الذي طال أمده يتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين. ويتزايد الانتقاد الدولي للاستخدام غير المتناسب للقوة مع تزايد الخسائر في الأرواح على كلا الجانبين.
ويرى الكاتب أن الاعتماد على القوة العسكرية لحل القضايا السياسية، كما في غزة وغيرها من النزاعات، يهدد بمزيد من عدم الاستقرار والتشرد على الصعيد العالمي ما لم تُتبنى مقاربات بديلة تركز على التمثيل السياسي والفرص الاقتصادية.