نيويورك تايمز: «محو غزة».. الحرب تطلق العنان للتصريحات التحريضية في إسرائيل

خلاصة

يقول الخبراء إن التصريحات التحريضية من جانب إسرائيليين بارزين تُطبِّع أفكار إسرائيلية مطروحة مثل قتل المدنيين والترحيل الجماعي، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا يسلط الضوء على تصاعد التصريحات التحريضية داخل إسرائيل والتي ظهرت في الأونة الأخيرة.   

وقالت الصحيفة الأمريكية إن مشاعر الصدمة والحزن والألم هيمنت على جميع أنحاء إسرائيل منذ تدفق مسلحي حماس من غزة إلى إسرائيل. وكذلك هيمنت مشاعر الغضب والتعطش للانتقام، الذي ينطق به قادة البلاد بلغة يقول النقاد في إسرائيل إنها غالبًا ما تتجاوز السردية إلى التحريض.

تصريحات تحريضية

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد يومين من الهجمات، «نحن نحارب الحيوانات البشرية، ونحن نتصرف وفقًا لذلك»، كما وصف كيف خطط الجيش الإسرائيلي للقضاء على حماس في غزة.

من جانبه، أعلن نفتالي بينيت، رئيس الوزراء السابق: «نحن نحارب النازيين».

بدوره، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «يجب أن تتذكر ما فعله بكم العماليق، كما يقول كتابنا المقدس – ونحن نتذكر»، في إشارة إلى العدو القديم لبني إسرائيل، في كتاب مقدس فسره الباحثون على أنها دعوة لإبادة «الرجال والنساء، والأطفال والرضع». 

كذلك استخدم الصحفيون والجنرالات المتقاعدين والمشاهير والمؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي، اللغة التحريضية وفقًا للخبراء الذين يتتبعون التصريحات. 

تطبيع الفكرة

وقالت فيك ريبورتر، وهي مجموعة إسرائيلية تراقب المعلومات المضللة والكراهية، إن الدعوات إلى «تسوية» غزة بالأرض أو «محوها» أو «تدميرها» ذُكرت حوالي 18 ألف مرة منذ 7 أكتوبر في منشورات عبرية على موقع إكس. وذُكرت العبارات 16 مرة فقط في الشهر ونصف الشهر قبل الحرب.

يقول الخبراء إن التأثير التراكمي يتمثل في تطبيع المناقشة العامة للأفكار التي كان من الممكن اعتبارها محظورة قبل 7 أكتوبر: الحديث عن «محو» سكان غزة، والتطهير العرقي، والإبادة النووية للأرض.

وتضيف الصحيفة أن التصريحات التحريضية لا تقتصر بالطبع على إسرائيل. فقد تعهد غازي حمد، أحد كبار قادة حماس، في 24 أكتوبر بأن الجماعة ستقضي على إسرائيل كدولة، ويبدو أنها تبتهج بالأعمال الوحشية التي نفذها مقاتلوه ضد المدنيين الإسرائيليين. وقال «لا نخجل من قول ذلك. علينا أن نعطي إسرائيل درسًا، وسنفعل ذلك مرارًا».

لكن انتشار مثل هذه اللغة من جانب الإسرائيليين فتح نقاشًا في إسرائيل، حيث كان السياسيون اليمينيون المتطرفون والقوميون المتطرفون يختبرون حدود الخطاب المقبول حتى قبل 7 أكتوبر.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيتامار بن جفير، المستوطن اليميني الذي انتقل من شخصية هامشية إلى وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، لديه تاريخ طويل في الإدلاء بتصريحات تحريضية تجاه الفلسطينيين. وقال في مقابلة تلفزيونية حديثة إنه يجب «القضاء» على أي شخص يدعم حماس.

وتلفت الصحيفة إلى أن المخاوف بشأن انتشار الخطاب المتطرف هي امتداد لمعركة سياسية داخل إسرائيل احتدمت طوال العام بين حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والمعارضة المدنية، التي يشعر البعض منها الآن بالقلق من أن ذلك سيدفع الإسرائيليين إلى قتل مدنيين في غزة مع استمرار الحرب.

أثار وزير يميني آخر، أميخاي إلياهو، فكرة توجيه ضربة نووية إلى غزة الأسبوع الماضي، وقال لمحطة إذاعية عبرية إنه لا يوجد شيء اسمه غير المقاتلين في غزة. وعلق نتنياهو على تصريحات الياهو بقوله إن تعليقاته «منفصلة عن الواقع».

يقول نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي يحاول منع إلحاق الأذى بالمدنيين. لكن مع ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 11 ألف، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قوبلت هذه المزاعم بالتشكيك، حتى في الولايات المتحدة، التي ضغطت على إسرائيل للسماح بوقف إنساني يومي لمدة أربع ساعات.

كما أن هذه التطمينات تكذبها اللغة التي يستخدمها نتنياهو مع الجماهير في إسرائيل. وجاءت إشارته إلى العمالقة في خطاب ألقاه بالعبرية في 28 أكتوبر بينما كانت إسرائيل تشن الغزو البري. 

الموضوع التالي جيوبوليتيكال مونيتور: العلاقات الإماراتية الإسرائيلية وسط الحرب.. عملية توازن محفوفة بالمخاطر
الموضوع السابقبلومبرج: الاتحاد الأوروبي يسرّع خطته لدعم مصر وسط الأزمة بين إسرائيل وغزة