نيويورك تايمز: أكبر مستشفى في غزة أصبحت «منطقة موت»، بحسب الأمم المتحدة
لم تقدم إسرائيل بعد دليلًا قاطعًا على وجود قاعدة عسكرية تحت الأرض في مجمع الشفاء والذي أصبح منطقة موت، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
سلط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الضوء على اقتحام القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء وعدم عثورها على دليل قاطع يبرر هذا الاقتحام.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فبعد ما يقرب من أربعة أيام من اقتحام الجيش الإسرائيلي لأكبر مستشفى في قطاع غزة، وصفت منظمة الصحة العالمية المجمع بأنه «منطقة موت» حيث توفي عديد من المرضى بسبب إغلاق الخدمات الطبية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة في بيان في وقت متأخر من يوم السبت إن 291 مريضًا، بينهم 32 طفلًا في حالة حرجة للغاية، بقوا في مستشفى الشفاء، بعد أن سمحت القوات الإسرائيلية لفريق من الأمم المتحدة بجولة في المنشأة لمدة ساعة. وفي وقت سابق اليوم، فر مئات المرضى والمدنيين الذين يحتمون بالمستشفى جنوبًا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن تلك الخطوة جاءت بعد أمر إخلاء من الجيش الإسرائيلي. لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنهم وافقوا على طلب من سلطات المستشفى للسماح بالمرور الآمن للأشخاص الذين يريدون مغادرة الشفاء، وأنهم جلبوا الطعام والماء إلى المجمع.
غياب الأدلة القاطعة
وتلفت الصحيفة إلى أن الاستيلاء على المستشفى - ومدينة غزة، أكبر مركز حضري في القطاع – كان لحظة فاصلة لإسرائيل الأسبوع الماضي. وزعم مسؤولون إسرائيليون إن حماس استخدمت المجمع والأنفاق الموجودة تحته لإيواء المقاتلين والأسلحة والتخطيط لشن هجمات، بما في ذلك تلك التي وقعت في 7 أكتوبر. ونفى كل من الجماعة الفلسطينية المسلحة ومسؤولي الشفاء الاتهام بأن حماس لديها مركز قيادة تحت المستشفى.
ولم تقدم إسرائيل بعد دليلًا قاطعًا على وجود قاعدة عسكرية تحت الأرض في المستشفى. وأيدت الولايات المتحدة التأكيد على الأنفاق لكنها قالت أيضا إن على إسرائيل بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين مع ارتفاع عدد القتلى بعد ستة أسابيع من الحرب.
وقال المتحدث العسكري الأدميرال دانيال هجاري في بيان إن القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها في الشفاء. وقال إن أولويتهم القصوى كانت الكشف عن معلومات حول الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر.
وبعد ستة أسابيع من ذلك الهجوم، لا يزال مصير أكثر من 200 شخص حددتهم إسرائيل على أنهم اختطفتهم حماس وجماعات أخرى غير مؤكد. وتحاول الولايات المتحدة التوسط في اتفاق لتحرير بعض الرهائن، لكن الصفقة لا تزال بعيدة المنال. وأودت الهجمات الانتقامية الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 11 ألف شخص، عدد كبير منهم من الأطفال، بحسب السلطات المحلية.
علامات على قصف المستشفى
وتشير الصحيفة إلى أن القتال العنيف يستمر بالقرب من المستشفى، بحسب منظمة الصحة العالمية. وقالت إن فريق الأمم المتحدة أمضى ساعة واحدة فقط داخل الشفاء لكنه وجد علامات «واضحة» على القصف وإطلاق النار. كما رأى أفراد الأمم المتحدة مقبرة جماعية عند المدخل قيل لهم إنها تحتوي على جثث أكثر من 80 شخصًا.
و. قالت إنها كانت تحاول اتخاذ ترتيبات لنقل المرضى المتبقين - بما في ذلك 32 طفلًا بحاجة إلى رعاية عاجلة - ونحو 25 عاملًا صحيًا إلى مستشفيات أخرى في غزة.
وقالت منظمة الصحة العالمية: «يجب بذل جهود فورية لاستعادة العمل في الشفاء وجميع المستشفيات الأخرى لتقديم خدمات الرعاية الصحية التي تمس الحاجة إليها في غزة». ودعت مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتدفق مستمر للمعونة الإنسانية إلى غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، ووقف الهجمات على الرعاية الصحية وغيرها من المرافق المدنية الحيوية.
منذ بداية الحرب، أمرت إسرائيل سكان غزة بالتحرك جنوبًا بعيدًا عن معاقل حماس، قائلة إنهم سيكونون أكثر أمانًا هناك. لكن تلك المناطق لم تكن محصنة من الهجمات الإسرائيلية. وقالت الأمم المتحدة ووكالة الأنباء الفلسطينية، السبت، إن غارات جوية قصفت أجزاء من جنوب غزة.