نيويورك تايمز: مصر قضت على التهاب الكبد الوبائي سي، وهي الآن تحاول مساعدة بقية أفريقيا
نجحت مصر في القضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) وتعمل الآن على مساعدة الدول الأفريقية الأخرى. ولكن لم تصل بعد الأدوية الفعالة التي جعلت هذا المرض قابلًا للشفاء إلى معظم أنحاء المنطقة، وفق ما يخلص تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أعدته ناتاليا جورمالوفا يتناول حاجة الدول الافريقية للقضاء على فيروس سي كما فعلت مصر والتي تسعى لمساعدة دول المنطقة في تحقيق هذا الهدف.
وتبدأ الصحيفة بقصة سليمان موسى والذي استثمر ما جمعه من مال في سبع سنوات تقريبًا لحربه مع مرض التهاب الكبد الوبائي سي، لافتة إلى الشاب الذي يبلغ من العمر 27 عامًا ويعيش في غانا نحَّى كل أحلامه الحياتية والعملية في مقابل النجاة من هذا المرض.
وأشارت الصحيفة إلى معاناته لسنوات من أجل توفير المال لشراء الأدوية المتاحة للعلاج والتي لم تفلح في هزيمة هذا المرض.
ثم في شهر مارس، أخبره طبيبه بأخبار غير عادية: فقد تلقت الحكومة الغانية تبرعًا بأدوية لعلاج التهاب الكبد الوبائي سي. ويمكنه الحصول على العلاج مجانًا. وفي غضون أسابيع، تناول موسى الحبوب. وفي أكتوبر، أظهر فحص الدم أنه شفي أخيرًا.
لقد كان مفلسًا ومرهقًا، ومستعدًا لنفض الغبار عن طموحاته.
المساعدة تاتي من مصر
وتلفت الصحيفة إلى أن التبرع جاء من مصدر غير محتمل على الإطلاق: مصر، التي كانت قبل بضع سنوات فقط تعاني من أكبر عبء على مستوى العالم من مرض التهاب الكبد الوبائي سي.
وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل 10 أشخاص، أي حوالي تسعة ملايين مصري، كان مصابًا بعدوى مزمنة. وفي حملة صحية عامة غير عادية من حيث حجمها ونجاحها، قامت مصر بفحص جميع سكانها، وتوسطت في صفقة للأدوية بأسعار مخفضة للغاية، وشفي جميع المصابين بالفيروس تقريبًا.
أحد أعظم الإنجازات الصحية
ونقلت الصحيفة عن الدكتور جون دبليو وارد، مدير التحالف العالمي للقضاء على التهاب الكبد الوبائي في فرقة العمل المعنية بالصحة العالمية: «يعد هذا أحد أعظم الإنجازات على الإطلاق في مجال الصحة العامة».
وتقول الصحيفة إن مصر تسير على الطريق الصحيح لتصبح الدولة الأولى في العالم التي تحقق هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في القضاء على التهاب الكبد الوبائي سي، وهي تستفيد من هذا النصر في حملة «الدبلوماسية الصحية»، التي تتعهد بالتبرع بالأدوية وتبادل الخبرات، بهدف علاج مليون مريض أفريقي.
إنها لفتة استثنائية في عالم الصحة العالمية، إذ يجري تقديم السخاء عادة إلى البلدان النامية من الدول ذات الدخل المرتفع.
وقال خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان المصري إن «الحكومة المصرية رأت فرصة لتوسيع خبرتها خارج حدودها والمساهمة في جهود الصحة العالمية».
وأضاف: «تسمح هذه الدبلوماسية الصحية لمصر بالاستفادة من نجاحها في علاج التهاب الكبد لتحقيق فائدة أكبر للبشرية مع تعزيز مكانتها بين المجتمع العالمي في الوقت نفسه».
وعلى الصعيد العالمي، يُصاب حوالي 58 مليون شخص بشكل مزمن بالتهاب الكبد الوبائي سي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتعيش الغالبية العظمى - 50 مليون - في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. أربعة من كل خمسة أشخاص لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض. ويموت حوالي 300000 شخص كل عام بسبب المضاعفات، وخاصة تليف الكبد وسرطان الكبد.