منتدى الشرق الأوسط: الاقتصاد المصري في القرن الحادي والعشرين.. الطريق الصعب نحو الرخاء الشامل
في كتاب «الاقتصاد السياسي للإصلاح في مصر» للكاتبين خالد إكرام وهبة نصار، جمع المؤلفان مجموعة من أربعة عشر مقالًا، ثلثاها لمصريين، حول ما يريده المصريون، وما يتعين القيام به لتحقيق الرخاء الشامل وحماية البلاد من الصدمات الخارجية، وفق ما يخلص استعراض لمنتدى الشرق الأوسط.
استعرض الكاتب باتريك كلاوسون في تقرير نشره منتدى الشرق الأوسط كتاب «الاقتصاد السياسي للإصلاح في مصر» للكاتبين خالد إكرام وهبة نصار.
استعرض الكاتب باتريك كلاوسون في تقرير نشره منتدى الشرق الأوسط كتاب « الاقتصاد السياسي للإصلاح في مصر» للكاتبين خالد إكرام وهبة نصار.
ويلفت التقرير إلى أن الكاتب خالد إكرام، الذي حلل في كتابه سبب ضعف أداء مصر اقتصاديًا على مدى عقود، قام هو والكاتبة المشاركة هبة نصار بتجميع مجموعة من أربعة عشر مقالًا، ثلثاها لمصريين، حول ما يريده المصريون. وما يتعين علينا القيام به لتحقيق الرخاء الشامل وحماية البلاد من الصدمات الخارجية.
ومثل كتاب إكرام لعام 2018، تتمتع المقالات المختارة بقوة كبيرة تتمثل في التركيز بشكل شبه حصري على ما يحتاج المصريون إلى القيام به، بدلًا من إلقاء اللوم على الجهات الفاعلة الخارجية أو النظام الاقتصادي العالمي غير العادل.
وعلاوة على ذلك، فإنهم يحللون المشاكل والقيود العميقة التي تواجه مصر دون التركيز على البعبع العصري مثل تغير المناخ. وعلى سبيل المثال، الفصل الذي كتبه خالد أبو زيد عن تحديات المياه غني بالتفاصيل حول كيفية استخدام المياه في مصر وما يمكن القيام به لتحسينها. كما أنه لا يشعر بالقلق إزاء ممارسات إدارة المياه السيئة في دول نهر النيل عند منبع النيل، وهو الموضوع الذي كانت الحكومات المصرية المتعاقبة قلقة للغاية بشأنه.
ما يقرب من نصف هذا المجلد عبارة عن ستة مقالات حول العامل البشري: الديموغرافيا، والفقر، والتحضر، وأطفال الشوارع، والتعليم العالي، والمياه. وخلافًا لمعظم البلدان النامية، لا يزال النمو السكاني في مصر مرتفعًا.
وكما كتب المحررون، فإن المشكلة لا تكمن فقط في أن عدد سكان مصر ينمو بسرعة؛ بل إن البنية العمرية وخصائص الخصوبة قد تؤدي إلى خلق دفعة أو صدى في معدل النمو في العقود التالية.
وتحلل الفصول الأخرى في هذا القسم عديدًا من العوامل التي تعيق النمو السريع، بما في ذلك أوجه القصور في نظام التعليم.
ويتناول النصف الآخر من المجلد استراتيجيات التنمية، ومحركات النمو، وأدوات السياسة: استراتيجيات التدرج، والاقتصاد الرقمي، والوسط المفقود بين الفقراء والأغنياء، والطاقة، والتجارة الخارجية، والسياسة المالية والنقدية، والحل النهائي.
ويقول الكاتب إن الكتاب يعد نموذجًا لكيفية تحليل الوضع الاقتصادي لبلد ما. وهو غني بالمعلومات والتحليلات القوية، المقدمة بطريقة يسهل على القارئ العام الوصول إليها ولكنها على دراية جيدة بالنظرية الاقتصادية.
ولا يلقي المؤلفان اللوم على الجهات الخارجية في مشاكل مصر، كما لا يدعوان المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات غير قابلة للتطبيق. والصورة التي يرسمونها واقعية.
ويرى الكاتبان أن مصر لا تواجه بأي حال من الأحوال مستقبلًا كارثيًا، لكن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات جريئة حتى تتمكن البلاد من تحقيق إمكاناتها. ومن المؤكد أنه كان من المثير للاهتمام تناول المزيد من المواضيع المشحونة سياسيًا مثل الفساد والتأثيرات الضارة لتدخل الجيش في المزيد من المجالات الاقتصادية. لكن ذلك كان سيمثل ضغطًا ثقيلًا على المؤلفين الذين يعيشون في مصر، حيث أصبحت الحكومة أقل تسامحًا مع الفحص العلني لهذه المجالات الحساسة. وفي الواقع، ونظراً للأجواء المصرية الحالية، فإن المؤلفين يتسمان بالصراحة على نحو ملحوظ.