نيويورك تايمز: إسرائيل لم تحقق أهدافها.. وحماس تجني المكاسب
اكتسبت حماس مكانة بين الفلسطينيين وسمّمت علاقات إسرائيل مع العالم العربي وأعادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة الغربية، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
سلط تقرير للكاتب بن هوبارد نشرته صحيفة نيويورك تايمز الضوء على عدم تحقيق إسرائيل لأهدافها المعلنة وتحقيق حماس لمكاسب عدة.
تقول الصحيفة الأمريكية إنه ورغم الدمار الذي ألحقه القصف الإسرائيلي لغزة، لا تزال حركة حماس تجني الفوائد من هجومها المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وتعتبر الحركة الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي حصل على تنازلات من إسرائيل منذ سنوات عديدة. واستطاعت الحركة أن تلقي بظلال دموية على خطط إسرائيل لتحسين العلاقات مع جيرانها العرب وأعادت القضية الفلسطينية إلى جداول أعمال زعماء العالم.
أهداف لم تتحقق
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد مرور شهرين على الحرب، وعلى الرغم من تعهدات المسؤولين الإسرائيليين بتدمير حماس، لم تقم إسرائيل بعد بقتل كبار قادتها، أو إطلاق سراح الرهائن الـ137 المتبقين الذين تحتجزهم حماس، أو تقديم أدلة مقنعة على أنها قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس دون تكلفة بشرية فلكية.
وفي حسابات حماس، فإن رفع إسرائيل لسقف أهدافها يشكل ميزة إضافية للحركة. ورغم تمسكها بهدفها البعيد الأمد المتمثل في تدمير الدولة اليهودية، فإن حماس تستطيع أن تعلن النصر بمجرد صمودها للقتال في يوم آخر.
ونقلت الصحيفة عن أحمد فؤاد الخطيب، محلل سياسات الشرق الأوسط، قوله: «ستكون هناك دائما ميزة تتمتع بها القوة غير التقليدية، خاصة إذا كانت شرسة مثل حماس». وأضاف أن «إسرائيل ستكون عالقة في هذه الحرب التي لا يمكن الفوز فيها، والتي ستتسبب في موت ودمار هائلين».
وتضيف الصحيفة أن ما يمكن أن تحققه إسرائيل بالضبط يبقى سؤالًا مفتوحًا. ولكن مجرد مواصلة الحرب من الممكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى الإضرار باقتصاد إسرائيل ومكانتها الدولية، في حين يشجع جيلًا جديدًا من الفلسطينيين على كراهية إسرائيل ــ وكل هذا من شأنه أن يعود بالنفع على حماس.
كان الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس في 7 أكتوبر هو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، إذ قُتل حوالي 1200 شخص، وأُسر 240 آخرين. وردت إسرائيل بوحشية عسكرية غير مسبوقة منذ عقود، فأسقطت آلاف القنابل على غزة وشنت غزوًا بريًا يهدف إلى تدمير الهياكل العسكرية والبنيوية التابعة لحماس.
وكانت الحرب كارثية لسكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وقد نزح حوالي 85 بالمائة من منازلهم ويواجهون الآن تحديًا متزايدًا في العثور على الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية. وقُتل أكثر من 15 ألف شخص، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع، التي لم تعلن عن عدد القتلى من المقاتلين.