شينخوا: مصر تواصل العمل وسيطًا في حل الأزمات والصراعات في عام 2023 على الرغم من التحديات الاقتصادية

خلاصة

على الرغم من التحديات الاقتصادية المتعددة التي واجهتها مصر في عام 2023، تواصل القاهرة لعب دور نشط في صنع السلام من خلال الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وفق ما يخلص تقرير نشرته وكالة شينخوا.

تناول تقرير لوكالة شينخوا استمرار مصر في لعب دور حيوي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها.

وتقول الوكالة الصينية إنه مصر وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية المتعددة التي واجهتها في عام 2023، واصلت لعب دور نشط في صنع السلام من خلال الحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضافت الوكالة أن مصر، محاطة بالأزمات والصراعات في البلدان والمناطق المجاورة لها، بما في ذلك ليبيا والسودان وقطاع غزة، عملت وسيطًا أساسيًا في محاولة لتأمين بيئة آمنة على حدودها.

صنع السلام لدول الجوار 

في يناير، استضافت مصر اجتماعات مكثفة حول الأزمة الليبية شارك فيها كبار المسؤولين الليبيين، بما في ذلك اجتماع حضره رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الذي وافق على وضع «خارطة طريق» واضحة لإجراء الانتخابات الليبية.

وتنقل الوكالة عن ماجد بطرس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ومقرها القاهرة، قوله إن «مصالح مصر وأمنها القومي لا تكمن داخل حدودها الداخلية فحسب، بل تمتد لتتأثر بالأوضاع في السودان وليبيا واليمن».

وأوضح بطرس أن انعدام الأمن في ليبيا أدى في السابق إلى زيادة تهريب الأسلحة والهجمات الإرهابية في مصر.

وفيما يتعلق بالصراع في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، استضافت القاهرة في يوليو قمة حضرتها الدول المجاورة للسودان، بما في ذلك إريتريا وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا وإثيوبيا وتشاد، والتي نجحت في توحيد موقفها من الأزمة السودانية.

واتفق القادة على تشكيل آلية على مستوى وزراء الخارجية لوضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف القتال في السودان والتوصل إلى حل شامل للقضية.

وقال بطرس إن استقرار السودان سيكون له تأثير على الأمن القومي لمصر، مضيفًا أن السودان سيؤثر أيضًا تأثيرًا مباشرًا على الأمن المائي في مصر، إذ أن الجارتين هما بلدان مصب نهر النيل.

التوسط في الصراع في غزة

وأوضحت الوكالة أن مصر، الوسيط التقليدي في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فعلت الشيء نفسه في محاولتها إنهاء الصراع الدموي الذي اندلع بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر.

واستضافت مصر في أكتوبر قمة القاهرة للسلام بشأن الصراع في غزة، وجمعت قادة وممثلي أكثر من 30 دولة، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

بعد ذلك، نجحت مصر، بالعمل مع قطر والولايات المتحدة، في التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة سبعة أيام بين إسرائيل وحماس في الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر. وأفرجت إسرائيل عن نحو 240 سجينا فلسطينيا مقابل تحرير 81 إسرائيليا و 24 شخصا من جنسيات أخرى احتجزتهم حماس.

كما كان معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة هو شريان الحياة الوحيد لتزويد القطاع الذي مزقته الحرب بإمدادات الإغاثة وسط الحصار والقصف الإسرائيليين المستمرين.

شهد عام 2023 أيضًا استئناف العلاقات الدبلوماسية المصرية مع كل من تركيا وسوريا بعد سنوات من الخلاف.

وقال بطرس: «لعبت مصر دورًا محوريًا في تجنب تصعيد النزاعات وتعزيز السلام في المنطقة».

مكافحة المصاعب الاقتصادية

وفي غضون ذلك، وحسب ما تضيف الوكالة، تواجه مصر تحديات اقتصادية متعددة، بما في ذلك نقص العملة الصعبة، وتزايد الديون الخارجية، وارتفاع التضخم.

وقال الخبير الاقتصادي المصري وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن «مصر واجهت صعوبات كبيرة طوال عام 2023 لتأمين العملة الأجنبية اللازمة وتنميتها».

وأوضح جاب الله أن نقص الدولار الأمريكي في مصر أدى بالتضخم إلى مستويات قياسية، بالإضافة إلى تقلب حاد في المؤشرات الاقتصادية للبلاد.

فقد الجنيه المصري أكثر من نصف قيمته منذ مارس 2022، بينما تجاوزت ديون مصر الخارجية 165 مليار دولار في نهاية مارس 2023، بحسب الإحصاءات الرسمية.

لكن جاب الله شدد على أن «مصر نجحت من خلال دورها الإقليمي في الحفاظ على أمنها القومي رغم التحديات الاقتصادية الصعبة واتساع نطاق النزاعات في البيئة الإقليمية».

هذا الشهر، اختتمت البلاد انتخاباتها الرئاسية بإقبال 66.8 في المائة، وفقًا للهيئة الوطنية للانتخابات. وفاز عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري الحالي، في الانتخابات الرئاسية بنسبة 89.6 في المائة من الأصوات، وحصل على فترة ولاية ثالثة.

وقال بعض الناخبين الذين أيدوا السيسي إنهم صوتوا له من أجل السلام والاستقرار والأمن في بلادهم، على أمل أن يتحسن الاقتصاد والظروف المعيشية. 

الموضوع التالي بلومبرج: السد الإثيوبي يُغضب مصر والبنك الأفريقي للتنمية يسحب موظفيه من أديس أبابا
الموضوع السابقجيروزاليم بوست: كنيس يهودي تاريخي يخلق توترًا بين الجالية اليهودية في مصر وحكومتهم