ريسبونسبل ستيت كرافت: خصوم الحوثي في اليمن يريدون استغلال صدع البحر الأحمر
يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن استغلال تصرفات الحوثيين في الشمال والتهديد الذي يشكلونه على أمن الشحن البحري لإعلان تشكيل دولة في الجنوب، مستفيدًا من الموقف الدولي ضد الحوثيين، لكن هذه الفصائل الجنوبية قد لا يكون لديها التماسك أو القوة العسكرية لتشكيل التحدي المناسب للحوثيين، وفق ما يخلص مقال نشرته...
نشر موقع مجلة «ريسبونسبل ستيت كرافت» التابعة لمعهد كوينسي لفن الحكم الرشيد مقالًا كتبه نيل بارتريك يتناول سعي خصوم جماعة الحوثي في اليمن، المجلس الانتقالي، من استغلال التوتر في البحر الأحمر للانفصال وتشكيل دولته الخاصة..
يلفت الكاتب في مستهل تقريره إلى إنشاء الولايات المتحدة لقوة بحرية دولية لمواجهة هجمات الحوثيين في اليمن على السفن في البحر الأحمر وضمان عبور آمن.
نتيجة لهجمات الحوثيين، تُغير السفن العالمية مسارها مع عواقب تضخمية على الإمدادات العالمية الحيوية. وتدرس واشنطن ما إذا كانت الضربات العسكرية ستردع أو تحرض على مزيد من هجمات الحوثيين وتخاطر بتقويض المحاولات المرغوبة من المملكة العربية السعودية لإنهاء صراعها مع الحوثيين في أعقاب الحرب الأهلية اليمنية المتوقفة ولكن دون حل.
ويقول الكاتب إن الحوثيين يسعون من خلال التدخل العسكري في البحر الأحمر الجمع بين الغضب المدفوع أيديولوجيًا من الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والنفوذ لتمويل الرواتب غير المدفوعة منذ فترة طويلة لمواطني شمال اليمن تحت سيطرة الحوثيين.
ومع ذلك، فإن عائدات النفط، المحدودة جزئيًا بسبب الهجمات الصاروخية الحوثية على النفط الجنوبي اليمني والمنشآت المرتبطة به، تجري إدارتها من جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومقرها عدن في جنوب اليمن. ولكي تمنح ما يسمى بـ «حكومة الشرعية» الحوثيين أموالًا لدفع رواتب «موظفي الخدمة المدنية» الشماليين - بمن فيهم المقاتلون المسلحون - هناك حاجة إلى ضغوط أمريكية ودعم سعودي وإماراتي. لكن هذا مستبعد للغاية.
تشكيل دولة في الجنوب
وفي جنوب اليمن، يستعد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تأسس في عام 2017 بدعم من الإمارات العربية المتحدة، لقيادة تشكيل دولة جديدة عن طريق الانفصال عما يعتبره جمهورية يمنية فاشلة ويهيمن عليها الشمال، وفقًا للكاتب.
ويأمل المجلس الانتقالي الجنوبي في استغلال ما يعتبرونه أن الحوثيين يلحقون الضرر بأنفسهم من خلال زعزعة استقرار منطقة البحر الأحمر. ففي نهاية المطاف، على الرغم من وقف إطلاق النار الرسمي الذي دام 20 شهرًا، كان الحوثيون يشنون حربًا ذات دوافع اقتصادية ضد الجنوب تهدف إلى حرمان الحكومة المحلية من الإيرادات وتعزيز جاذبية ميناء الحديدة على البحر الأحمر.
لكي يعيد المجلس الانتقالي الجنوبي التأكيد على الموانئ الجنوبية والمنشآت النفطية كبديل للحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، فإنه يحتاج بطريقة ما إلى تأمين الساحل الجنوبي اليمني بأكمله وتحفيز المزيد من الشحن الداخلي.
وأضاف الكاتب أن علاقة الحوثيين بإيران تجعل من السهل على المجلس الانتقالي الجنوبي وصفها بأنها وكيل طهران. وعلى الرغم من العضوية في «محور المقاومة» الإيراني، ومساعدة إيران في توسيع نطاق تكنولوجيا الصواريخ الخاصة بهم، فإن الحوثيين لديهم دوافعهم الخاصة.
ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي لاستغلال تهديد الحوثيين لأمن البحر الأحمر للتأكيد على الدور المرتقب لـ «دولة الظل» خاصتهم في تعزيز الاستقرار البحري الدولي. وفي هذا السياق، هذه الدولة الجنوبية المنتظرة مستعدة لدعم المصالح الأمنية الغربية وبالتالي تقدم نفسها كشريك استباقي في تأمين مضيق باب المندب في البحر الأحمر وخليج عدن ضد هجمات الحوثيين.
ويجادل المجلس الانتقالي الجنوبي بأن التهديد الحوثي المثبت لأمن البحر الأحمر هو استغلال ساخر للغضب اليمني الشعبي من تصرفات إسرائيل ضد غزة. ودعا مؤتمر صحفي عقده المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرًا، برئاسة رئيس الجنوب، اللواء عيدروس الزبيدي، أولئك الذين يسعون إلى تأمين المنطقة لتعزيز «القوات البحرية» التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ومع ذلك، ليس لدى المجلس الانتقالي الجنوبي في الواقع بحريته الخاصة أو أي قوات مسلحة نظامية. وفي الواقع، من القابل للنقاش إذا كان لديها أي وحدات مسلحة يمكن وصفها بشكل صحيح بأنها تحت قيادة الزبيدي.