مضامين الفقرة الأولى: الحرب على غزة

قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، إن أزمة غزة أكدت ضعف الوحدة العربية، والسبب الرئيسي في كل ما وصلت إليه الأمور هو الانقسام الفلسطيني منذ 2007، حيث أضعف الموقف العربي مع فلسطين.

ولفت إلى أنه من المرات القليلة أمام ظاهرة أمريكية بأن الحزب الجمهوري متشدد إزاء القضية الفلسطينية، إذ إنه في العادة يكون الحزب الديمقراطي هو من يأخذ هذا الموقف المتشدد، حيث نجد أن المرشحين للرئاسة الأمريكية من الحزب الجمهوري يأخذون موقفًا متشددًا للغاية ومتضامنا مع إسرائيل وضد الفلسطينيين يشير إلى تغيير في المشهد الأمريكي.

وذكر أن الاتحاد الأوروبي غائب إلى قدر كبير عن المشهد في حرب غزة، كما أنه أصبح صدى صوت لأمريكا في معظم المواقف باستثناء بريطانيا التي تنسق. وأضاف أن الجيل الجديد من المصريين استطاع عمل مقاطعة كبيرة قد تكون هي الأنجح في المجتمع، ولكنها ليس لها تأثير في صناع القرار الأمريكي، وتعد الأعلى نجاحًا بهذا الشكل.

وأكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الحرب الإسرائيلية بعد أحداث السابع من أكتوبر لم تكن حربًا على حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وقياداتها، ولكنها كانت حربًا على كامل فلسطين، من أجل تشكيل الحلم الصهيوني؛ لإقامة دولة الاحتلال وفقًا لمبادئ الصهيونية الدينية.

وأضاف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ عام 1996 وهو عاقد العزم على إنهاء اتفاقية أوسلو، لكي ينهي أي أمل في إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الآن هي الأكثر تطرفًا في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، وهي جاءت من أجل تحقيق هدف واحد غير معلن، ألا وهو تحقيق الحلم الصهيوني، وتل أبيب تستخدم القوة الآن لفرض الحلم الصهيوني. وأشار إلى أن العرب الآن منقسمين، ومخرجات القمة العربية الإسلامية المشتركة لا تؤثر على أرض الواقع، مبينًا أن هناك طرف يستخدم القوة لتغيير الواقع، والعرب ما زالوا يتحدثون عن السلام.

وقال الكاتب الصحفي أسامة الدليل، رئيس قسم الشؤون الدولية بمجلة الأهرام العربي، إن النظام العالمي الجديد بدأ يتشكل، في ظل حالة من اليقين في عام 2024، حول ما يحدث في المنطقة، لافتًا إلى أن الأزمة في قطاع غزة تعد اختبار أخير للأحادية القطبية في العالم، لا سيما أن الحرب على غزة بمثابة "خناقة" -على حد وصفه- بين الصهيونية مجتمعة في المسيحيين واليهود، وبين الإسلام السياسي في المنطقة، منوهًا بأن إسرائيل مستمرة في اعتقال العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية. وأشار إلى أن ما يحدث جعل منظمة الأمم المتحدة لا تساوي شيئًا. وشدد على أن مصر دائمًا ما تدفع الثمن، مبينًا أن من يدفع الثمن يكون في موقف رد الفعل.

وذكر أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال قبل عملية اغتيال نائبه صالح العاروري، أكد أنه لن يكون حل للأزمة بدون حماس ووجود إرادة خارج إرادة حماس. ولفت إلى أن مصر هي الوحيدة التي تتحدث عن ضرورة إقامة الدولة حفاظًا على الأمن القومي المصري، ولذلك تصر على حل الدولتين. منوهًا بأن مصر تتحدث عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة العربية. ولفت إلى أن إسرائيل لديها مشروع ضخم وإقليمي مبني على عقيدة دينية ووجود دولة إسرائيلية، وفي المقابل حماس ترى نفسها بحكم دولة إسلامية جديدة كبيرة.

وأكد الكاتب الصحفي العزب الطيب الطاهر، المتخصص في الشؤون العربية، أن الأجهزة الأمنية والعسكرية في إسرائيل كانت تعد خطة لتنفيذ الحرب على أكثر من جبهة سواء في غزة أو الضفة الغربية أو لبنان. وقال إنه بعد عملية طوفان الأقصى بادرت إسرائيل بشن هجوم، وإبادة جماعية على قطاع غزة. وأضاف أن الكيان الصهيوني يسعى إلى أن تكون أحداث طوفان الأقصى هي بداية التعامل مع القضية الفلسطينية ونسيان ما فعلته إسرائيل على مدار 75 سنة في فلسطين، وتابع بأنه بعد أحداث طوفان الأقصى رأينا دعمًا غريبًا كبيرًا إلى إسرائيل بحجة أحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

مضامين الفقرة الثانية: تهجير الفلسطينيين لسيناء

قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، إن هناك تطابقًا كبيرًا بين الموقفين الرسمي والشعبي المصري بشأن تهجير الفلسطينيين، ولا أحد في الخارج يتحدث عن التهجير كما حدث في بداية الأزمة، لأنها أصبحت قضية ومصر عرضتها بشكل جيد وضغطت جيدا، لدرجة أن أمريكا والاتحاد الأوروبي أصدرا تصريحات بهذا الخصوص. وأشار إلى أن المتغيرات التي حدثت في العشر سنوات أو الخمس عشرة سنة الماضية كثيرة، لذلك الأمور تتطور بشكل كبير، ومصر للأسف تدفع ثمنًا باهظًا في هذا الأمر، لأن من سيتحمل تكلفة غزة وفلسطين في البداية والنهاية مصر.

وقال عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس تحرير جريدة الشروق، إن الحكومة الإسرائيلية تشعر بأن الوضع العام في المنطقة العربية، يتقبل تنفيذ المخططات الإسرائيلية التي كانت موجودة في الأدراج الإسرائيلية منها تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تهجير الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن حركة حماس إذا اتخذت قرارًا بالتخلي عن مخطط التهجير الفلسطيني من قطاع غزة، فأين سيذهب الشعب الفلسطيني الآن بعد تدمير 80% من المنازل في غزة، وجعل القطاع غير قابل للعيش. وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث على أنه يريد السيطرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر من الجانب الفلسطيني، وهذا يعد اختراقًا لاتفاقية السلام مع مصر، معقبًا بأنه حان الوقت لكي يكون هناك صوتًا واضحًا للرد على إسرائيل بإجراءات محددة، مشددًا على ضرورة استيعاب المخططات الإسرائيلية وبدء اتخاذ إجراءات لإيقاف هذه المخططات.

وقال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الموقف المصري يرفض النزوح القسري من قطاع غزة إلى سيناء، لأن هذا النزوح لن يكون مؤقتًا، بل سيكون له صفة الديمومة، لأن الهدف من تدمير قطاع غزة، هو عدم إعادة السكان مرة أخرى إلى القطاع، مشيرًا إلى أن إعادة الإعمار سيكون تحديًا كبيرًا، وفي حاجة إلى ضخ المليارات من الدولارات.

مضامين الفقرة الثالثة: المبادرة المصرية

قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، إن حركة حماس لا ترغب في وجود هدن أخرى، ولكن ترغب في وقف كامل لإطلاق النار، والمبادرة المصرية تشمل 3 مراحل، تتضمن المرحلة الأولى وقفًا لإطلاق النار لمدة 10 أيام والمرحلة الثانية 7 أيام، والمرحلة الثالثة شهرا كاملا وتنتهي بوقف إطلاق النار، كما تنتهي أيضا بتسليم الرهائن. وأوضح أن المرحلة الأولى تتضمن تسليم المدنيين الإسرائيليين من الذين تم اختطافهم أو حجزهم في فلسطين، بحيث يتم تسليم من واحد إلى ثلاثة مقابل خروج أسرى فلسطينيين. وذكر أن المرحلة الثانية تتضمن تسليم مجندات أو جثامين مقابل خروج عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، بينما المرحلة الثالثة تتضمَّن تسليم المجندين والعسكريين مع سحب القوات وخروجهم، مع تشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة وطنية بتوافق فلسطيني.

وأعرب عن تمنياته بنجاح المبادرة المصرية والوصول لحل شامل، مردفًا: «حرام دماء الأبرياء تذهب هدرًا، فإذا ذهبت مقابل حدوث سلام شامل وعادل وحل الدولتين تستطيع الأجيال الفلسطينية والعربية تشعر بأن ثمنًا أخذ، لكن الموقف مرتبك».

مضامين الفقرة الرابعة: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، إن خروج مصر من وساطتها بين إسرائيل وحماس ليس صحيحًا، وإذا حدث فسيكون كارثة لأن عدم وجود مصر في التفاوض يغلق الباب أمام توقف الحرب في غزة، وخروجها سيعني اختفاء صوت مصر الذي يمثل صوت الحكمة والحق والدفاع عن الفلسطينيين. وأضاف أن مصر لها دور واستطاعت فرض رأيها وإدخال المساعدات والحفاظ على الهدنة رغم صعوبتها، كما أنها قدمت مبادرة الأسبوع الماضي، وهي مبادرة جيدة، لأنها تحقق طموحات الطرفين بشكل أو بآخر.

مضامين الفقرة الخامسة: استشهاد صالح العاروري

قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اغتيال إسرائيل لنائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، في لبنان بإحدى المسيرات الإسرائيلية، ينقل مستوى الحرب في قطاع غزة إلى مستوى آخر بقيادة الاحتلال، مشيرًا إلى أن تل أبيب هي من تنقل الحرب خارج قطاع غزة، وهذا قد يكون بداية لتغير تكتيكات الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، من خلال استهداف قيادات المقاومة، والتخفيف من مستوى الحرب البرية في القطاع.

وعلق عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس تحرير جريدة الشروق، على رد حزب الله اللبناني على عملية اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، قائلًا إن حزب الله بشكل نسبي يدافع عن حركة المقاومة في قطاع غزة، من خلال ضرب بعض الأهداف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ولكن حزب الله لم يتدخل بشكل واسع، لأنه يخشى من أن تكون تل أبيب تجره إلى حرب كُبرى.

وأوضح الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، أنه بالرغم من التشدد الموجود في إسرائيل لكن لديهم مشكلة في تحقيق شيء على أرض الواقع، ومن المستغرب استطاعتهم قتل قيادي حمساوي مثل نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في لبنان ولم يستطيعوا فعل ذلك في غزة.

مضامين الفقرة السادسة: جرائم الاحتلال الإسرائيلي

قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن 2024 سيكون عام الأزمات المستمرة التي بدأت خلال الأعوام الماضية مثل الحرب على قطاع غزة. وتابع أن التقارير الأممية تتحدث الآن على أن 80% من سكان قطاع غزة أصبحوا من النازحين، و50% من سكان غزة مهددون بخطر المجاعة، وارتفاع حجم الدمار في البنية التحتية، والمباني في قطاع غزة، بصورة غير مسبوقة.

وتابع بأن حجم التدمير في شمال غزة وصل إلى 80%، أما في دير البلح فوصل إلى 30%، وخان يونس 50%، ورفح الفلسطينية وصل حجم التدمير إلى 25%، مبينًا أن هذا يضع تحديات كبرى أمام عمليات إعادة الإعمار في المستقبل.

مضامين الفقرة السابعة: انقسام المجتمع الإسرائيلي

قال عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، ورئيس تحرير جريدة الشروق، إن هناك انقسامًا داخل المجتمع الإسرائيلي وانقسام بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية بسبب أحداث غزة. وقال إن نتنياهو لديه انقسام كبير داخل حكومته وهو يسعى وراء استمراره في منصبه. وتابع بأن المجتمع الإسرائيلي لم يتغير نحو الأفضل، بدليل أن الحكومة الإسرائيلية مشكلة من جماعات متطرفة، خلاف أن كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية متفقة على أن الحرب على قطاع غزة ضرورة لضمان أمن الاحتلال، بصورة تشبه الحلول النازية.

مضامين الفقرة الثامنة: العلاقات الدولية

ذكر الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، أن هناك تطورًا في العلاقات الدولية الفترة المقبلة، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية والحرب في غزة، وعلى مصر الاستعداد لهذا الأمر، مبينًا أن الأفعال الأمريكية لإسرائيل قوية، وبشكل به فجور. وأضاف أن مصر لديها مبادئ واستراتيجية للأمن القومي، لا سيما أن الرئيس السيسي أعلن عنها أكثر من مرة، وتتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة ودعم الجيوش الوطنية واللجوء إلى الحوار السياسي في حل الأزمات وليس الحل العسكري.

وأضاف أن هناك اهتمامًا أمريكيًا منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن بآسيا وتحديدًا الصين، ومراكز الأبحاث المهتمة بالشرق الأوسط في أمريكا كانت تشكو عدم اهتمام أمريكا بالشرق الأوسط، ولكن بعد أزمة غزة عادت أمريكا بكل قوتها سواء عسكريا أو سياسيا للمنطقة، فهي تؤكد أنها ما زالت مسيطرة. ولفت مسلم إلى أنه من سمات هذه الفترة أن المنظمات الدولية ضعفت أو انكشفت إلى حد بعيد في تأثيرها، وفكرة القانون الدولي والقيم الأمريكية والحرية وحقوق الإنسان سقطت، وإذا تحدث أحد عنهم سيكون ساذجًا، كما سقط معها الأشخاص الذين يبشرون بإسرائيل وأهميتها ويسوقونها خلال العقود الماضية.

ورأى السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن 2024 سيكون عام عدم اليقين، خاصة أن 70 دولة في العالم يما يمثل نصف سكان الكرة الأرضية ستشهد انتخابات رئاسية وبرلمانية، ونتيجة هذه الانتخابات ستنعكس على مسار الأحداث في الشرق الأوسط.