الجارديان: هيئة رقابية تقول إن المستوطنات اليهودية غير المصرح بها تتصاعد في الضفة الغربية المحتلة
حذرت حركة السلام الآن الإسرائيلية من أنه وفي حين يتركز اهتمام العالم على الحرب في غزة، نفذ المستوطنون اليهود بهدوء «زيادة غير مسبوقة» في التحركات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الجارديان.
سلط تقرير نشرته صحيفة الجارديان الضوء على التوسع غير المسبوق في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن هيئة رقابية إسرائيلية حذرت من أنه بينما يتركز اهتمام العالم على الحرب في غزة، نفذ المستوطنون اليهود بهدوء «زيادة غير مسبوقة» في التحركات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.
زيادة غير مسبوقة
ووجد تقرير صادر عن حركة السلام الآن أن المستوطنين أقاموا عددًا قياسيًا من تسع بؤر استيطانية غير مصرح بها منذ بدء الحرب في أكتوبر. وقال فريق المجموعة إنه وثق أيضًا إنشاء أكثر من عشرة مسارات وطرق ترابية جديدة.
وذكر التقرير أن «المستوطنين يستغلون الأشهر الثلاثة من الحرب في غزة لفرض الحقائق على الأرض».
وقالت المجموعة إن المستوطنين «يتجاهلون الوضع القانوني للأرض» من خلال بناء بؤر استيطانية على الأراضي الفلسطينية الخاصة وتقييد الحركة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وتابع التقرير بقوله إن البيئة العسكرية والسياسية المتساهلة تسمح بالبناء غير المصرح به والاستيلاء على الأراضي دون رادع تقريبًا، مع الحد الأدنى من الالتزام بالقانون. والنتيجة ليست إلحاق الأذى المادي بالفلسطينيين وأراضيهم فحسب، بل أيضا حدوث تحول سياسي كبير في الضفة الغربية.
وذكر التقرير أن معظم البؤر الاستيطانية الجديدة تتكون فقط من بضع خيام وعلم إسرائيلي. لكن الكثير من هذه البؤر الاستيطانية تطورت إلى واقع أكثر ديمومة على مر السنين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنصار حركة المستوطنين يهيمنون على الحكومة الائتلافية الإسرائيلية، بمن فيهم أولئك الذين يريدون ضم بعض أو كل الضفة الغربية. وترى معظم الدول أن جميع عمليات بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية تشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وضع مأساوي
وفي هذه الأثناء، وصف المفوض الإنساني للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، قطاع غزة بأنه أصبح «غير صالح للسكن» بعد قصف مستمر من قبل القوات الإسرائيلية. وحذر غريفيث في بيان من أن «كارثة صحية عامة تتكشف» في القطاع حيث يواجه الناس «أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المسجلة على الإطلاق». وأضاف «المجاعة قاب قوسين أو أدنى».
قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه القصف المستمر لمستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خان يونس جنوب غزة أمر « مروع». وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بيان يوم الجمعة إن هذه الضربات أسفرت عن خسائر في أرواح المدنيين الأبرياء، بمن فيهم رضيع يبلغ من العمر خمسة أيام، وإن أحد مسعفيه أصيب.
قال رئيس اليونيسف إن الوقت ينفد فيما يتعلق بحياة الأطفال في غزة «الذين وقعوا في كابوس يزداد سوءًا مع مرور كل يوم». وقالت كاثرين راسل في بيان إن الأطفال في القطاع يواجهون «تهديدًا ثلاثيًا مميتًا» لحياتهم من انتشار الأمراض وتدهور التغذية وتصاعد القتال، مضيفة أن معظم الأطفال والنساء الصغار في قطاع غزة غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
خطط للتهجير
ولفتت الصحيفة أن حكومتي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا نفتا تقريرًا يفيد بأنهما تجريان محادثات مع إسرائيل بشأن استقبال آلاف الفلسطينيين من غزة. وبحسب التقرير، تجري الحكومة الإسرائيلية محادثات سرية مع دول متعددة بشأن خطة هجرة «طوعية» للفلسطينيين.
وجاء التقرير في الوقت الذي دعا فيه وزيران إسرائيليان يمينيان متطرفان في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.
ضغوط دولية
ووصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى تركيا لبدء جولته الرابعة في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة قبل ثلاثة أشهر. كما سيتوجه بلينكين إلى اليونان والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل والضفة الغربية ومصر. وقال رئيس حماس إسماعيل هنية إنه يأمل أن تركز زيارة بلينكن على إنهاء العدوان في المنطقة.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن فرنسا والأردن تعاونتا على إنزال سبعة أطنان من المساعدات للمدنيين وعمال الإغاثة في غزة في وقت متأخر من يوم الخميس. وأضافت أن العملية «المعقدة للغاية» تضمنت إمدادات مجهزة بأنظمة وجهتها عن بعد إلى مستشفى ميداني أردني أقيم في خان يونس ثاني مدينة في غزة.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، من الاحتلال الإسرائيلي لغزة حيث دعت إلى مزيد من التوقفات الإنسانية في الحرب. وقال بايربوك في مؤتمر صحفي يوم الجمعة إن على إسرائيل «بذل المزيد من الجهد لحماية السكان المدنيين» في حربها ضد حماس في غزة. ومن المتوقع أن تسافر إلى إسرائيل يوم الأحد في رابع زيارة لها منذ اندلاع حرب غزة.
حث الوزير الأول في اسكتلندا، حمزة يوسف، حكومة المملكة المتحدة على المطالبة بإنهاء «الهجمات العشوائية» الإسرائيلية التي قتلت آلاف الأطفال في غزة. وقال يوسف في بيان يوم الجمعة إن الوقت قد حان لكي توضح المملكة المتحدة لإسرائيل أن أفعالها في غزة قد تجاوزت الرد المشروع على هجمات حماس في 7 أكتوبر.