أسوشيتد برس: نجل مراسل مخضرم هو خامس فرد من عائلته يقتل في قصف إسرائيلي على غزة
قتلت غارة جوية إسرائيلية صحفيين فلسطينيين في جنوب غزة يوم الأحد، من بينهم نجل مراسل الجزيرة المخضرم وائل الدحدوح، الذي فقد زوجته وطفليه الآخرين وحفيده – والذي أصبح رمزًا للمخاطر التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم للحرب، وفق ما يخلص تقرير لوكالة أسوشيتد برس.
اهتمت تقرير لوكالة أسوشيتد برس نشرته صحف عدة باستشهاد نجل الصحفي في قناة الجزيرة وائل الدحدوح في قصف إسرائيلي على غزة.
وقالت الوكالة الأمريكية إن غارة جوية إسرائيلية على ما يبدو قتلت صحفيين فلسطينيين في جنوب غزة يوم الأحد، من بينهم نجل مراسل الجزيرة المخضرم وائل الدحدوح، الذي فقد زوجته وطفليه الآخرين وحفيده – وكاد هو نفسه أن يُقتل نفسه في وقت سابق من الحرب.
رمز للصحفيين
ولفتت الوكالة إلى أن الدحدوح واصل عمله الصحفي في تغطيته للحرب بين إسرائيل وحماس حتى مع تكبد عائلته خسائر فادحة، وأصبح رمزًا لعديد من المخاطر التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون، الذين قُتل العشرات منهم أثناء تغطيتهم للصراع.
وقُتل حمزة الدحدوح، الذي كان يعمل أيضًا في قناة الجزيرة، ومصطفى ثريا، الصحفي المستقل، عندما أصابت غارة سيارتهما أثناء قيادتهما لمهمة في جنوب غزة، وفقًا لقناة الجزيرة. وأضافت أن الصحفي الثالث حازم رجب أصيب بجروح خطيرة.
وقال المصور الصحفي عامر أبو عمرو في منشور على فيسبوك إنه نجا مع صحفي آخر هو أحمد البرش من الضربة الإسرائيلية.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
كان وائل دحدوح، 53 عامًا، وجه تغطية الجزيرة على مدار 24 ساعة لهذه الحرب والجولات السابقة من القتال لملايين المشاهدين الناطقين باللغة العربية في جميع أنحاء المنطقة، حيث يظهر دائمًا على الهواء مرتديًا الخوذة الزرقاء والسترة الواقية من الرصاص التي يرتديها الصحفيون للتعرف عليهم في الأراضي الفلسطينية.
رسالة الدحدوح للعالم
وفي حديثه لقناة الجزيرة بعد دفن ابنه، تعهد الدحدوح بمواصلة تغطيته للحرب.
وقال «على العالم بأسره أن ينظر إلى ما يحدث هنا في قطاع غزة. ما يحدث هو ظلم كبير للأشخاص العزل والمدنيين. كما أنه ظلم لنا كصحفيين».
واتهمت الجزيرة في بيان لها إسرائيل باستهداف المراسلين عمدًا وأدانت «الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والإعلاميين في غزة». كما تعهدت باتخاذ «جميع الإجراءات القانونية لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم».
كان الدحدوح يغطي الهجوم الإسرائيلي في أواخر أكتوبر عندما تلقى أنباء عن مقتل زوجته وابنته وابنه الآخر في غارة جوية إسرائيلية. وتوفي حفيده، الذي أصيب في الضربة نفسها، بعد ساعات. وبثت القناة في قطر في وقت لاحق لقطات له وهو يبكي على جثة ابنه بينما كان لا يزال يرتدي سترته الصحفية الزرقاء.
في ديسمبر، أصابت غارة إسرائيلية على مدرسة في خان يونس الدحدوح ومصور الجزيرة سامر أبو دقة. وتمكن الدحدوح من الركض طلبًا للمساعدة، لكن أبو دقة نزف حتى الموت بعد ساعات إذ لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليه بسبب إغلاق الطرق، بحسب قناة الجزيرة.
وفي وقت سابق من ديسمبر، قتلت غارة الأب والأم و 20 من أفراد أسرة مراسل الجزيرة الآخر، مؤمن الشرفي.
وتقول لجنة حماية الصحفيين إن 70 صحفيًا فلسطينيًا على الأقل، بالإضافة إلى أربعة صحفيين إسرائيليين وثلاثة لبنانيين، قتلوا منذ بداية الحرب.
ونزح حوالي 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ويبحث معظمهم عن مأوى في المناطق الآمنة التي حددتها إسرائيل في جنوب غزة. لكن إسرائيل تنفذ أيضًا ضربات منتظمة في تلك المناطق، مما دفع عديد من الفلسطينيين إلى الشعور بأنه لا يوجد مكان آمن في الأراضي المحاصرة.
وقد اضطلع الصحفيون الفلسطينيون بدور أساسي في تغطية وسائل الإعلام المحلية والدولية للصراع، حتى مع فقدان الكثيرين لذويهم وإجبارهم على النزوح من ديارهم بسبب القتال.
وتختم الوكالة بالإشارة إلى أن إسرائيل ومصر، اللتان تفرضان حصارًا على غزة، منعتا المراسلين الأجانب إلى حد كبير من دخول غزة منذ بدء الحرب.