قنطرة: استغلال سكان غزة... مغادرة القطاع سيكلفك 10 ألاف دولار رشي للدخول من معبر رفح

خلاصة

يريد العشرات من الفلسطينيين النزوح من قطاع غزة، لكن قلة منهم من استطاعوا الخروج. ويطالب المهربون بآلاف الدولارات. وتفيد تقارير أن المسؤولين المصريين متورطون في تلك العمليات، وفق ما يخلص تقرير نشره موقع قنطرة.

نشر موقع قنطرة الألماني تقريرًا أعدَّه يوهانس صادق يستعرض ما وصفه الموقع باستغلال سكان غزة من خلال إجبار الراغبين منهم على الخروج من غزة على دفع آلاف الدولارات للوسطاء.

يلفت الكاتب في مستهل تقريره بالاستشهاد بحالة محمد، أحد سكان غزة الذي نزح أكثر من مرة، والذي وصل إلى القاهرة مع زوجته وأطفاله الأربعة. ويقول محمد: «لم أستطع تحمل العيش في خيمة».

كان الثمن الذي دفعه مقابل ذلك 15000 دولار أمريكي. وبعد أربعة أسابيع من الانتظار، تلقى رسالة من الوسيط: كان عليه هو وعائلته أن يشقوا طريقهم إلى معبر رفح الحدودي. ويقول محمد: «عندما وصلت إلى الحدود المصرية، شعرت وكأنني ولدت من جديد».

ويشير الكاتب إلى أنه توجد منذ سنوات شبكة من سماسرة السفر وما يسمى بالوسطاء في مصر وغزة. وهم يعدون بخروج سريع من المنطقة الساحلية المحاصرة ويتقاضون حاليًا ما بين 4500 و 10000 دولار للفرد .

وفي السابق، كان السعر يعتمد، من بين أمور أخرى، على عدد مرات فتح معبر رفح الحدودي. ومع ذلك، فقد ارتفع ارتفاعًا كبيرًا منذ بداية الحرب.

نزح حوالي 85% من سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2 مليون نسمة واضطر معظمهم إلى دخول جنوب غزة بالقرب من الحدود المصرية.

استغلال الأوضاع الصعبة

ويوضح الكاتب أنه كلما زاد اليأس في غزة، ازدهرت هذه النوعية من الأعمال. ويعد السماسرة بمغادرة مضمونة «بنسبة 100 في المائة». وكتب أحد مقدمي الخدمة عندما سئل عن هذه الخدمة في بداية يناير: «هل لديكم أناس في غزة يريدون المغادرة إلى مصر ؟ كم عدد ؟»

ووصل عرضه بعد أيام قليلة. وسيكلف «التنسيق» 8000 دولار للبالغ و 1500 دولار للطفل. وسيتولى التسجيل مكتب في شرق القاهرة. المغادرة من غزة «خلال 72 ساعة». بافتراض عدم وجود اعتراضات لدى السلطات الأمنية، وسيكون الخروج مضمونًا بنسبة «100 بالمائة».

ويضيف الكاتب أن قلة قليلة من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يمكنهم تحمل مثل هذه المبالغ. قبل الحرب، كان متوسط الدخل السنوي للأسرة في غزة 1400 دولار. ويقول بعض الناس في القاهرة إنهم باعوا جميع مجوهرات عائلاتهم لمغادرة القطاع. والبعض الآخر لديه أقارب أو أصدقاء في الخارج، على سبيل المثال في الولايات المتحدة الأمريكية أو دبي. جمعت امرأة فلسطينية تعيش في مصر حتى الآن ما يعادل حوالي 28 ألف يورو في حملة عبر الإنترنت لأنها تريد إحضار شقيقاتها الثلاث من غزة إلى مصر.

شركة لها صلات بالسلطات الأمنية

ويقول الكاتب إن دفع المال لا يعني أنك ستتمكن من مغادرة القطاع. ويقول رجل يعيش في غزة يدعى عابد إنه سلم 8000 دولار منذ حوالي أربعة أسابيع - ولا يزال ينتظر. وقال الشاب البالغ من العمر 35 عامًا لوكالة الصحافة الألمانية «إنه سعر باهظ لكن لا توجد طريقة أخرى للهروب من الموت». وقال ثلاثة من الذين أُجريت معهم مقابلات في غزة إنهم تعرضوا للغش من جانب السماسرة وخسروا كل أموالهم.

وينوّه الكاتب إلى أن هناك مزاعم متكررة بأن المسؤولين المصريين متورطون تورطًا مباشرًا في الصفقات. ونفى رئيس هيئة الاستعلامات الحكومية ضياء رشوان مؤخرًا هذه الأمور ووصفها بأنها «كاذبة» و «تستند إلى مصادر غير جديرة بالثقة وغير مؤكدة». وينبغي للفلسطينيين أن يبلغوا قوات الأمن المصرية في رفح على الفور بمحاولات المطالبة بهذه «الرسوم غير القانونية».

ومع ذلك، يظهر اسم واحد بين مقدمي الخدمة: شركة مصرية تسمى هلا للاستشارات والسياحة. وقدمت الشركة «خدمة VIP » للسفر عبر رفح منذ عام 2019. وتعلن الشركة عبر الإنترنت برسوم توضيحية للحافلات الصغيرة وصالات المغادرة ورجل يرتدي بدلة بحقيبة ذات عجلات في أحد المطارات.

ويلفت الكاتب إلى أن شركة هلا لها علاقات وثيقة مع السلطات الأمنية المصرية، وتوظف الشركة ضباطًا عسكريين سابقين، كما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في عام 2022. وهذا من شأنه «تقليل التأخير عند نقاط التفتيش بين رفح والقاهرة».

الموضوع التالي تايمز أوف إسرائيل: ما وراء حدود إسرائيل.. لماذا أعادت أبوظبي سفيرها إلى دمشق الآن؟ا
الموضوع السابقجيروزاليم بوست: البرلماني السابق توفيق عكاشة يهاجم حماس ويقدم العزاء للإسرائيليين