يديعوت أحرونوت: «مشروع القرن» المصري لترميم الهرم يتعرض للانتقادات
أعلن المجلس الأعلى للآثار في مصر عن مشروع «ترميم» هرم منقرع من خلال تغليفه بالجرانيت كما كان بعد بنائه، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في البلاد، وفق ما يخلص تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
استعرض تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الجدل الذي أثاره إعلان المجلس الأعلى للآثار ترميم هرم منقرع وتغليفه بالجرانيت.
وقالت الصحيفة العبرية إن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري كشف عن «مشروع القرن» في مصر في يناير الماضي - بهدف إعادة كساء هرم منقرع، ثالث أكبر هرم في مجمع أهرامات الجيزة، بالجرانيت.
وبحسب وزيري، فإن هدف المشروع هو «إعادة الهرم إلى شكله الأصلي»، كما كان بعد بنائه في منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد. وكشف وزيري عن ترميم الهرم في مقطعي فيديو جرى تحميلهما على صفحته على فيسبوك، ويبدو أنه لم يتوقع أن تثير القضية الجدل في مصر. وقال «ستكون هذه هدية مصر للعالم في القرن الحادي والعشرين».
وتعرض المشروع، الذي من المقرر أن يستغرق ثلاث سنوات بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار المصري ووفد ياباني، لانتقادات من مختلف الفئات المصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. ويخشى عشاق الآثار من أن يعرض الترميم المزمع التصنيف الهام للهرم كموقع تراث عالمي للخطر، بينما عارض آخرون المشروع لأسباب اقتصادية، معتبرين أنه عمل غير ضروري سوف يستنزف خزائن الدولة في وقت تعاني في البلاد من أزمة اقتصادية.
وفي أعقاب رد الفعل العنيف في مصر، أفادت تقارير أن وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى شكل الأسبوع الماضي لجنة علمية برئاسة وزير الآثار السابق زاهي حواس وخبراء ومهندسين محليين وأجانب لفحص جدوى المشروع قبل اتخاذ أي خطوات أخرى.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن اللجنة ستصدر تقريرًا مفصلًا عن الأمر قبل اتخاذ قرار بشأن متابعة المشروع أو التخلي عنه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان عن مشروع تغليف الهرم لم يكن الموضوع الوحيد المثير للجدل حول مجال الآثار والتاريخ في مصر. ففي الأيام الأخيرة، فوجئ سكان الإسكندرية باكتشاف أعمال الترميم التي نفذت في مسجد أبو العباس المرسي، أشهر مسجد في المدينة، والتي كان من نتيجتها محو الزخارف التي زينت المسجد منذ بنائه في القرن الثالث عشر.
في الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية سقف المسجد بدون زينته المميزة.
وأثارت نتائج التجديدات رد فعل عنيف في الإسكندرية، وشُكلت لجنة خاصة في حالتها أيضًا - مع توقف العمل في الموقع على الفور. وبحسب تقارير في مصر، فإن الأعمال التي تحاول استعادة الزخارف وتقليل الأضرار الناتجة عن الترميم ستجري في شهر رمضان المقبل.