فورين بوليسي: أزمة اللاجئين السودانيين تضغط على مصر وتشاد

خلاصة

يتزامن تدفق اللاجئين السودانيين إلى مصر مع أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود، وهي تكافح من أجل التكيف معها. ومن الممكن أن يؤدي تصعيد الحرب بين إسرائيل وحماس في رفح إلى زيادة أعباء اللاجئين في مصر من خلال إجبار الفلسطينيين النازحين على الدخول إلى أراضيها.

سلط تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الضوء على أزمة اللاجئين السودانيين وتأثيرها على مصر وغيرها من دول الجوار بعد قرابة عام من الحرب الأهلية في السودان.

وتقول المجلة في مستهل تقريرها إنه لا نهاية تلوح في الأفق للاجئي الحرب في السودان.

فبعد مرور ما يقرب من 11 شهرًا على الحرب المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، تحذر وكالات الإغاثة من أن السودان يواجه أسرع أزمة لاجئين في العالم.

وتوضح المجلة أن القتال الذي بدأ في 15 أبريل 2023، ليس له نهاية في الأفق؛ ومع ذلك، فإن احتياجات السودان تتنافس على جذب الاهتمام الدولي مع الصراعات في قطاع غزة وأوكرانيا. ومع تزايد التحذيرات من المجاعة، أصبح حوالي 25 مليون سوداني – نصف السكان – في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، والتمويل الحالي غير كاف على الإطلاق لمساعدتهم، وفقا للأمم المتحدة.

الضغط على دول الجوار

وتشير المجلة إلى أن ما يقرب من 8 ملايين شخص فروا من منازلهم في السودان منذ أبريل، بما في ذلك حوالي 700 ألف وصلوا إلى تشاد المجاورة ونصف مليون إلى مصر. وتكافح مخيمات اللاجئين الرسمية لمواكبة وتيرة الوافدين الجدد، حسبما أفاد جيروم توبيانا مؤخرًا من تشاد في مجلة فورين بوليسي.

وتلفت المجلة إلى أن تدفق اللاجئين السودانيين إلى مصر تتزامن مع أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود، وهي تكافح من أجل التكيف معها. ومن الممكن أيضًا أن يؤدي تصعيد الحرب بين إسرائيل وحماس في رفح إلى زيادة أعباء اللاجئين في مصر من خلال إجبار الفلسطينيين النازحين على الدخول إلى أراضيها.

وأفادت وكالة فرانس برس في تقرير الشهر الماضي أن الظروف القاتمة التي يعيشها اللاجئون في مصر -المتكدسون في شقق مكتظة دون وظائف أو أموال لشراء الطعام- دفعت بعضًا من 4 ملايين لاجئ سوداني فروا من البلاد إلى مصر للعودة إلى وطنهم رغم الحرب.

مخاوف من السيناريو الليبي

وتنقل المجلة عن مايكل حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: «هناك حاجة ملحة حقيقية لدبلوماسية دولية أكثر جدية لإنهاء الصراع. وما تخشاه مصر حقًا هو السيناريو الليبي، أي التفتت الحقيقي للدولة».

وحققت قوات الدعم السريع مكاسب كبيرة في الصراع، حيث استولت على بلدات ومدن في ولاية الجزيرة، التي تمثل سلة الغذاء في السودان، وعاصمة الولاية ود مدني. وقال حنا: «لا يبدو أن أيًا من طرفي الصراع سيحقق نصرًا كاملًا في الحرب في أي وقت قريب». وأضاف: «في غضون ذلك، فإن السيناريو الأسوأ هو أنه كلما طال أمد الحرب، أصبحت الحرب أكثر إقليمية ووتفتح الباب لانخراط المزيد من الجهات الفاعلة الخارجية».

وتدعم مصر والمملكة العربية السعودية الجيش السوداني، وظهرت تقارير تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة زودت قوات الدعم السريع بالأسلحة. كما زودت إيران الجيش السوداني بطائرات مقاتلة مسيرة، وفقًا لتقرير بلومبرج.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني الأسبوع الماضي إن باريس تعتزم استضافة مؤتمر إنساني للسودان في 15 أبريل. وفي الشهر الماضي، التقى قادة كبار من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ثلاث مرات في العاصمة البحرينية المنامة.

ومع ذلك، لم يجتمع الجنرالات المتحاربون وجهًا لوجه بعد منذ بدء الحرب، ولا يبدو أنهم مستعدون لإنهاء قتالهم.

الموضوع التالي جلوب آند ميل: الوزير الكندي أحمد حسين يقول خلال زيارة حدودية لمصر إن هناك حاجة لمزيد من المساعدات الإنسانية لغزة
الموضوع السابقذا ناشيونال: مصر تخشى أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى دفع الفلسطينيين عبر الحدود