الجارديان: الحياة مستحيلة.. محاولة عائلة من رفح البحث عن الأمان

خلاصة

مع تدمير منزلهم، وقد كان أحد المنازل القليلة المتبقية، تقوم عائلة المدلل بمحاولة فاشلة لمغادرة غزة عبر معبر رفح والذي يتطلب رسومًا باهظة للوسطاء تقدر بنحو 5000 دولار لكل شخص بالغ، على الرغم من فترات الانتظار الطويلة، وفق ما يخلص تقرير لصحيفة الجارديان.

سلط تقرير نشرته صحيفة الجارديان الضوء على معاناة إحدى عوائل غزة التي تعرض بيتها للتدمير جراء القصف الإسرائيلي وتسعى لمغادرة القطاع إلى مصر.

تستهل الصحيفة تقريرها بمشهد من منزل عائلة المدلل في حي الزهور في رفح؛ حيث الركام وأكوام الأنقاض والدمار تُحيط بالمنزل من جميع الجهات.

وقالت شهد المدلل، وهي طالبة تبلغ من العمر 21 عاماً أمضت الأشهر الأربعة الأخيرة في منزل عائلتها في رفح: «لقد استُهدفنا ثلاث مرات: عن يمين منزلنا، وعن شماله، وخلفه». ولم تتمكن من العودة إلى شقتها أو جامعتها في مدينة غزة بعد تدمير كليهما خلال القصف الإسرائيلي على المنطقة.

وتضيف: «إنك تشعر بالتغيير الذي تعيشه في هذا الحي، فقد اعتدنا أن نسمع أصوات الآخرين. لكن الآن في كل اتجاه هناك أنقاض وآثار جثث».

وكثيراً ما ترفض والدتها، نعيمة، النظر من النافذة، مذعورة من الدمار، وتضطر الأسرة إلى النوم في منزل أحد أقاربها خوفًا من المزيد من الضربات.

خيار صعب

وأشارت شهد إلى أن الجيش الإسرائيلي صنف حي الزهور في السابق باعتباره منطقة آمنة. وقد دعت منظمة العفو الدولية إلى التحقيق في عديد من الغارات على الحي باعتبارها جرائم حرب.

وصعدت القوات الإسرائيلية ضرباتها على رفح، حيث يقيم ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص، ويهدد المسؤولون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بغزو بري للمنطقة في الأسابيع المقبلة. وتقول عائلات مثل عائلة المدلل إنها محاصرة، وليس لديها مكان آخر تذهب إليه، على الرغم من العمل اليائس الذي قامت به شهد - وهي مواطنة أيرلندية - على مدار أشهر لمحاولة الإخلاء مع والديها. لقد واجهوا خيارًا رهيبًا، فإما أن ينفصلوا ويتركوا وراءهم والدها وليد المريض، أو البقاء معًا والمخاطرة بالموت.

وتنقل الصحيفة عن ويليام شومبورج، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، قوله إن الوضع في رفح كان يتصف «باليأس والخوف والكثير من القلق - وكم هائل من عدم اليقين بشأن ما سيحدث بعد ذلك».

وقال: «مجرد القيادة في شوارع رفح، يبدو أن هناك انخفاضًا محدودًا في عدد الأشخاص لأنهم خائفون جدًا من الوضع لدرجة أنهم انتقلوا مرة أخرى. ويقال إن بعض الذين كانوا في مدينة رفح سابقًا قد عادوا إلى أجزاء من المنطقة الوسطى، ولكن من الصعب معرفة الأعداد الدقيقة. ولا تزال ترى الخيام في كل مكان والناس محشورين على الطرق. الحركة المستمرة للمدنيين مدفوعة جزئيًا بالخوف المزمن بشأن ما سيأتي».

محاولة المغادرة إلى مصر

وتلفت الصحيفة إلى أن حملات التمويل الجماعي انتشرت في الأسابيع الأخيرة لجمع رسوم الوسطاء الباهظة للهروب إلى مصر، حيث يبدو التقدم الإسرائيلي في رفح أكثر احتمالًا من أي وقت مضى. وتقدر الرسوم بنحو 4000 جنيه إسترليني (5000 دولار) لكل شخص بالغ و2000 جنيه إسترليني لكل طفل، على الرغم من فترات الانتظار الطويلة.

بعد ليلة ليلاء في منتصف فبراير، عندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية نادرة لإنقاذ رهينتين وأسفرت الغارات الجوية عن مقتل 67 شخصًا على الأقل في رفح، قررت شهد أن الكيل قد طفح.

إنها تحمل جواز سفر أيرلنديًا ويحمل والداها تأشيرات أيرلندية لأنها هي الجهة الوحيدة التي تتولى رعايتهم. لكن السلطات الإسرائيلية رفضت إضافة والدها ووالدتها إلى القائمة التي أعدتها السلطات المصرية للأشخاص الذين جرت الموافقة على عبورهم عبر معبر رفح للخروج من غزة.

وقالت شهد: «في ذلك الصباح، لم أستطع التفكير في أي مكان أذهب إليه. فكرت في الحدود وأردت بشدة أن أكون آمنة، ولم أستطع أن أصدق أنني تمكنت من البقاء على قيد الحياة. سرنا بصعوبة بالغة نحو الحدود، فقد كان هناك قصف وانفجارات في كل مكان».

انتظار دون جدوى

وأضافت الصحيفة أن شهد ووالداها تمكنتا من عبور الحدود الفلسطينية، ولكن عند المعبر المصري قيل لهم «إن قبول عبور والدك مهمة مستحيلة».

تتدهور صحة وليد، مما يجعل تركه وراءه أمرًا لا يمكن تصوره. انتظرت عائلة المدلل طوال اليوم عند المعبر لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن تتغير الأمور.

وقالت شهد: «لقد كانت خطوتين فقط للوصول إلى مكان أكثر أمانًا. على الحدود، رأيناهم يرفضون عديدًا من الرجال. ويبدو الأمر وكأنهم يريدون فصل العائلات، وإذا كنت تريد النجاة حيًا عليك أن تنفصل جزء من عائلتك».

بعد الانتظار حتى الساعة 10 مساءً، قالت شهد إن العائلة قامت برحلة مرعبة للعودة إلى منزلهم وسط الغارات الجوية. «لم نكن نعرف ما إذا كنا سنعيش حتى صباح اليوم التالي. في كل دقيقة هنا في غزة يبدو من المستحيل أن نعيشها، إنها مثل معركة جديدة من أجل البقاء. ما زلنا ننتظر، وهذا ما ألقى بنا إلى المجهول».

الموضوع التالي ميدل إيست مونيتور: مصدر أمني مصري ينفي اختراق طائرات إسرائيلية المجال الجوي المصري
الموضوع السابقذا كريدل: الإمارات تمهد الطريق للحصول على قرض صندوق النقد الدولي لمصر باستثمارات 35 مليار دولار