نيويورك تايمز: المصريون يشترون ويبيعون الذهب فقط من أجل البقاء
تزايد الطلب على المعادن الثمينة في مصر مع انخفاض القيمة الشرائية للعملة المصرية مقابل الدولار وتآكل المدخرات نتيجة التضخم، الأمر الذي دفع الناس للإقبال على شراء الذهب، وفق ما يخلص تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أعدته فيفيان يي وندى رشوان حول سبب إقبال المصريين على شراء وبيع الذهب.
تبدأ الصحيفة تقرير بمشهد من إحدى محلات الذهب في خان الخليلي بالقاهرة، حيث كان سعر الذهب يتراجع بسرعة، وكانت رانيا حسين تشعر وكأن المستقبل يضيع من بين يديها.
شاهدت هي ووالدتها تاجر الذهب وهو يزن القلادة والأساور الثلاثة التي أحضراها، وهي مجوهرات اشترتها رانيا لأمها هدية قبل خمس سنوات، ولكنهما الآن بحاجة لبيعها. وكان شقيقها سيتزوج، وهو مشروع مكلف حتى في الأوقات العادية، لكن الأزمة الاقتصادية والتضخم المتزايد الذي عصف بمصر لأكثر من عامين لم يترك للأسرة أي خيار.
وأشارت الصحيفة إلى أن سنوات من الإنفاق المتهور وسوء الإدارة الاقتصادية بلغت ذروتها في عام 2022، عندما ساعد الغزو الروسي لأوكرانيا على إغراق مصر في أزمة مالية. وقد زادت الحرب في غزة الأزمة سوءًا.
وقالت رانيا إن الأزمة أدت إلى ارتفاع أسعار السلع في محال البقالة وكذلك الأثاث الجديد الذي يتعين على شقيقها، حسب التقاليد، شراءه لمنزل الزوجية. كما أدت الأزمة إلى إغلاق عملها في مجال تصميم الملابس وقضت على ثلاثة أرباع قيمة راتب شقيقها الذي يعمل محاسبًا.
وفي أحد الآثار الجانبية الغريبة، قلبت الأزمة محلات المجوهرات والسبائك الذهبية الهادئة عادة في خان الخليلي، مع لافتاتهم القديمة والتلاوات القرآنية التي تتدفق بلا توقف من مكبرات الصوت المتربة.
لكن في العامين الماضيين، نزل المضاربون الذين يشترون الذهب إلى السوق حيث أدى تدهور العملة المصرية إلى زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا من الاضطرابات.