جيروزاليم بوست: لعبة الغاز الكبرى في شرق البحر المتوسط لم تنته بعد - رأي

خلاصة

من أجل زيادة أمن الطاقة، يجب على إسرائيل أن تستمر في البحث عن طرق لتنويع خيارات التصدير والشركاء الإقليميين، ولا تكتف بالشركاء الحاليين ومنهم مصر، بحسب ما يخلص مقال نشرته صحيفة جيروزاليم بوست

نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالًا للباحث والخبير في مجال الطاقة جابريال ميتشيل يستعرض فيه ضرورة أن تنوع إسرائيل خياراتها في تصدير الطاقة والشركاء الإقليميين وعدم الاكتفاء بالشركاء الحاليين ومن بينهم مصر.

ويقول الكاتب إن لعبة الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط عادت، ذلك أنه وبعد فترة هادئة من نوفمبر 2022 حتى الوقت الحاضر والتي انخرط فيها عديد من دول المنطقة في انتخابات لاحقة، تحاول شركات النفط والطاقة الدولية مرة أخرى تحديد أفضل طريقة لاستخراج الغاز في المنطقة.

لا تزال إسرائيل في قلب مناقشات الطاقة في المنطقة. ومنذ عام 2020، نجحت في تصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن ومصر، حيث توفر الأخيرة طريق تصدير مهم إلى سوق الطاقة العالمي عن طريق محطتي الغاز الطبيعي المسال في إدكو ودمياط.

ويلفت الكاتب إلى أنه وعلى الرغم من توقيع مذكرة تفاهم مشتركة مع مصر والاتحاد الأوروبي في يونيو 2022 لتوصيل المزيد من الغاز إلى أوروبا، لا تزال خيارات تصدير إسرائيل لنقل الغاز إلى سوق الطاقة العالمية مقيدة.

تتمتع إسرائيل بعلاقات تعاونية مع القاهرة، ولكن حتى مع وجود خطوط أنابيب إضافية قيد التشغيل، هناك اختناق تجاري وفني عند وصولها إلى مصر. وغالبًا ما أدى النقص السابق في إمدادات الغاز المصري إلى استهلاك الغاز الذي يصل من إسرائيل. ولكن حتى لو كان الغاز الإسرائيلي مخصصًا للتصدير - كما هو مقصود – فإن محطتي إدكو ودمياط لديهما قدرة محدودة ولا يبدو كما لو أن طاقتها الاستيعابية للغاز الطبيعي المسال في مصر سيجري توسيعها في المدى القريب. ومن أجل زيادة أمن الطاقة، يجب على إسرائيل أن تستمر في البحث عن طرق لتنويع خيارات التصدير والشركاء الإقليميين، وفقًا للكاتب.

وهذا يفسر سبب وجود الكثير من النشاط الدبلوماسي حول قبرص في الأسابيع الأخيرة، إذ تحاول حكومة كريستودوليديس جذب الاستثمار الأجنبي والاهتمام الدولي. واستراتيجية كريستودوليديس واضحة: خلق مسار لقبرص لتصبح أخيرًا لاعباً ذا مغزى في هندسة الطاقة في شرق البحر المتوسط.

ويشير الكاتب إلى مبادرات قبرص الأخيرة للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، ومن بينها مبادرة قيد التنفيذ وهي دفع نيقوسيا لتطوير خط أنابيب من شأنه أن ينقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى منشأة للغاز الطبيعي المسال في قبرص، إومن ثم يمكن بيع الغاز الإسرائيلي بعد ذلك في السوق العالمية.

ويتساءل الكاتب حول حقيقة رغبة قبرص في التعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة وما إذا كانت رغبتها الحقيقية في إغراء تركيا ومحاولة إيجاد حل للمشكلة القبرصية مع تركيا، لافتًا إلى أن تركيا هي أكبر سوق مستهلك للغاز في المنطقة، ومثل مصر وقبرص، ترغب في أن تصبح مركزًا للطاقة. وعلى الرغم من كل الخلافات الجيوسياسية بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، فقد كانت عمومًا شريكًا موثوقًا به لتوصيل الطاقة من القوقاز والشرق الأوسط.

ويضيف الكاتب إن التعاون في مجال الغاز سيكون من الموضوعات المثارة في لقاء أردوغان ونتنياهو، وهو ما يستدعي التساؤل بشأن كيفية تأثير هذا التعاون مع تركيا على العلاقات مع مصر واليونان وقبرص والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى.

ويختم الكاتب بقوله إن لعبة الغاز الكبيرة في شرق البحر المتوسط لم تنته بعد؛ بل العكس تماما هو الصحيح.

 

الموضوع التالي الأمم المتحدة: الصراع المحتدم في السودان أدى إلى نزوح حوالي 3.1 مليون شخص
الموضوع السابقأفريكا انتيلجانس: السيسي يكافح من أجل حشد الاهتمام بقمة السودان