مضامين الفقرة الأولى: الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وصمت الوسطاء

استهل جاويش الحلقة بالحديث عن استمرار الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار دون رادع، مبرزًا مجزرة عائلة شعبان في حي الزيتون شرق غزة، حيث استهدفت طائرة إسرائيلية مركبة مدنية تقل 11 شخصًا بينهم 7 أطفال وسيدتين، بعد تجاوزهم ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" دون أي تحذير مسبق. كما عرض بيان حماس الذي أدانت المجزرة، داعية ترامب والوسطاء لإلزام الاحتلال باحترام الاتفاق ووقف استهداف الفلسطينيين، كما دعت المجتمع الدولي للضغط لمحاسبة قادة الاحتلال.

وأشار جاويش إلى التناقض الصارخ: العالم مستنفر من أجل جثث الإسرائيليين، حيث أنشأت أمريكا مركز قيادة في غلاف غزة لمراقبة الأوضاع والبحث عن جثث الأسرى، بينما آلاف الجثث الفلسطينية المفقودة لا أحد يتحرك لأجلها.

وعرض تقرير مركز غزة لحقوق الإنسان الذي وثّق 129 انتهاكًا إسرائيليًا منذ بدء الهدنة، أسفرت عن استشهاد 34 مدنيًا وإصابة 122 جريحًا.

وتحدث عن "الخط الأصفر" كذريعة إسرائيلية جديدة للقتل، حيث يسيطر جيش الاحتلال على أكثر من 50% من قطاع غزة عبر خط وهمي، لكنه واصل استهداف الفلسطينيين رغم انسحابهم خلفه.

واستعرض برومو لحلقة على CBS News مع جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، تضمن رسائل عن "خيانة" إسرائيل لأمريكا بقصف الدوحة، وأن ترامب تدخل "لحماية إسرائيل من نفسها".

وعلّق جاويش بحدة: كلام كوشنر وويتكوف لا يعني أنهم ضد إسرائيل. الدليل على الأرض، وهو روؤية أمريكا  الـ129 خرقًا لكنها تصمت لأنها من إسرائيل، بينما تهدد وتتوعد إذا تأخرت حماس في البحث عن جثث الأسرى.

ووصل لنقطته المحورية: أين الوسطاء العرب والمسلمين؟ أمريكا تتحرك لخاطر إسرائيل، فمن تتحرك له مصر وتركيا وقطر؟ واستنكر: "خلصنا حفلة الشكر، الناس شكرتكم وكل بلد أخذت الكريديت. دلوقتي في اتفاق وخروقات وقصف وقتل، انتوا فين؟" وتابع ساخرًا عن الاسترابات الملونة والإعلام "المبسوط "بشكر ترامب للوسطاء.

مضامين الفقرة الثانية: اتفاقات أبراهام والسعي الأمريكي لضم السعودية

انتقل جاويش للحديث عن أمريكا، مؤكدًا أنها تعمل لصالح إسرائيل فقط، كما استعرض توقعات ترامب بشأن توسع قريب لاتفاقات أبراهام بين إسرائيل ودول عربية أخرى، معتبرًا أن الاتفاقات ستساعد على إرساء سلام طويل الأمد في الشرق الأوسط.

واستعرض جاويش ماهية اتفاقات أبراهام، موضحًا أنها سلسلة تطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية (الإمارات، البحرين، السودان، المغرب) بدأت في النصف الثاني من 2020 برعاية أمريكية. وأشار إلى أن السودان وافق على التطبيع مقابل رفعه من قائمة الإرهاب، والمغرب مقابل اعتراف أمريكي بسيادته على الصحراء الغربية.

وأضاف أن الاتفاقات تضم دوافع سياسية وأمنية (مثل صفقة F-35 مع الإمارات)، بالإضافة إلى خطاب سلام إقليمي وتحالف ضد إيران، فيما أسفرت عن مخرجات تشمل تطبيعًا دبلوماسيًا كاملًا، إنشاء سفارات، رحلات مباشرة، وتعاون اقتصادي وأمني.

وانعكست الاتفاقات على الاقتصاد بعلاقات تجارية متسارعة، خاصة بين الإمارات وإسرائيل، وانفتاح أكاديمي، تعلم العبرية، زيارات رسمية متبادلة، وخطوط طيران مباشرة. كما شهدت تطورات سياسية مثل قمة النقب في مارس 2022 التي ضمت وزراء خارجية الإمارات والمغرب والبحرين ومصر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم عسكرية وأمنية.

وأشار جاويش إلى موقف ترامب، مؤكدًا أنه يراها اتفاقات "رائعة" ويأمل انضمام السعودية ودول أخرى، مشيرًا إلى أن انضمام السعودية سيؤدي لانضمام باقي الدول، لكنه اعتبر أن ذلك لم يكن ممكنًا خلال الحرب في غزة أو التوتر مع إيران.

وفي المقابل، أكدت السعودية في فبراير الماضي أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون إنشاء دولة فلسطينية، معتبرة هذا موقفًا راسخًا وثابتًا ولا يُعد محل تفاوض.

واختتم بالإشارة إلى دور جاريد كوشنر، صهر ترامب، في محاولة التوفيق بين السعودية وإسرائيل، نظرًا لعلاقاته القوية مع السعودية ومحمد بن سلمان، ولوجود روابطه المالية الضخمة بصندوق الاستثمارات السعودي، مما يجعله الحلقة المحورية بين الرياض وواشنطن وتل أبيب.

مضامين الفقرة الثالثة: جاريد كوشنر - حلقة الوصل بين الرياض وواشنطن وتل أبيب

أفرد جاويش فقرة خاصة لتناول النفوذ الاقتصادي والسياسي لجاريد كوشنر، مشيرًا إلى أنه في سبتمبر 2025 استحوذ صندوق الاستثمارات السعودي وتحالف يضم شركة "أفينتي بارتنرز" التي يقودها كوشنر على شركة EA Sports مقابل 55 مليار دولار، وهي تُعد أكبر صفقة في تاريخ صناعة الألعاب الإلكترونية.

وأوضح خلفية كوشنر العائلية ودوره في صياغة اتفاقات أبراهام، مضيفًا أنه استثمر أموال الصندوق السعودي في قطاعات الأسلحة والذكاء الاصطناعي الإسرائيلي. وظهر كوشنر بجوار ترامب ونتنياهو في 29 سبتمبر 2025 أثناء إعلان خطة إنهاء الحرب في غزة، وتسربت معلومات عن وجوده في القاهرة لإجراء محادثات غير مباشرة مع حماس. كما أن صناديق الثروة السيادية في السعودية وقطر والإمارات لديها استثمارات في شركته، مما يجعله حلقة الوصل المثالية بين هذه العواصم والبيت الأبيض وواشنطن وتل أبيب.

وفي هذا السياق استضاف جاويش الدكتور خالد الترعاني عبر الإنترنت، الذي أشار إلى أن التطبيع مع السعودية يسير فعليًا رغم التصريحات الرسمية، مستشهدًا باعتقال المعارضين منها، اغتيال جمال خاشقجي، والترويج المستمر من شخصيات مثل اللواء أنور عشقي والأمير تركي الفيصل.

وأكد الترعاني أن إسرائيل وأمريكا لا تستعجلان "قطف ثمار" التطبيع، بل يعملان على خطط طويلة الأمد، وأن السعودية تمثل "الجائزة الكبرى" بعد تحييد مصر منذ 1977. كما ذكر أن بن سلمان قال لبلينكن إنه يحتاج دولة فلسطينية (وإن لم يرغب فيها فعليًا) لأن 70% من الشعب الفلسطيني شباب ويتمسكون بقضية الدولة الفلسطينية.

وناقش الترعاني ما لم تكسبه الدول المطبّعة، مشيرًا إلى أن السودان دخل في حرب أهلية بسبب دور إماراتي، وأن المغرب ما زال شعبه يعاني من الفقر، وأن الإمارات أصبحت "رأس الحربة للمشروع الصهيو-أمريكي" في المنطقة.

مضامين الفقرة الرابعة: أزمة هروب الرياضيين المصريين

ثم انتقل جاويش للحديث عن  أزمة هروب الرياضيين المصريين وحصولهم على جنسيات دول أخرى. بعد إعلان بطلة الشطرنج شروق وفا تمثيل إيرلندا، أعلن المصارع محمد كيشو (برونزية طوكيو 2020) بدء إجراءات تمثيل أمريكا.

و عرض رد وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي بوصف الظاهرة بأنها "هجرة غير شرعية" و"اتجار بالبشر" من "جهات خارجية تستقطب اللاعبين."

وانتقد جاويش بشدة هذا الوصف قائلًا "يعني إيه هجرة غير شرعية؟ دكتور اتخرج من كلية الطب وسافر وأخذ جنسية بلد ثاني دي هجرة غير شرعية؟ لاعب مش مديله إمكانات ولا مرتبات سافر يدور على مستوى أفضل ده هجرة غير شرعية؟ فرنسا في كأس العالم الأخير معظم لاعبيها من أصول أفريقية!"

واستعرض جاويش سجلًا طويلًا من هروب الرياضيين منذ 2016 بسبب ضعف الدعم المالي، فساد الاتحادات، تأخر المستحقات، وانعدام التأمين الصحي والمعاشات.

وقارن بين اهتمام الوزارة بـ"الهجرة غير الشرعية" للرياضيين وصمتها عن الهجرة الحقيقية: "شباب بيموتوا في مراكب من قرى فقيرة، الوزارات المعنية ما بتطلعش بيان واحد. من حق مصر تحافظ على أبنائها الرياضيين؟ طب من حق مصر تحافظ على أبنائها في القرى الفقيرة إنهم ما يروحوش يموتوا في المراكب!"

كما استضاف جاويش الأستاذ محمد أبو العينين، الكاتب والمحلل السياسي، عبر الإنترنت، الذي أكد أن الأنظمة الفاشلة تلجأ لفكرة "المؤامرات الكونية" لتبرير إخفاقاتها، وأن البيئة في مصر أصبحت طاردة في مختلف المجالات. وأوضح أن من حق الناس البحث عن فرص النجاة الفردية، مشيرًا إلى أن التوصيفات القانونية لا تنطبق على رياضي يحصل على جنسية دولة أخرى بطريقة قانونية. وأضاف أن المواطن المصري لا يهاجر فقط بسبب نقص الموارد، بل عندما يفقد شروط الانتماء: الأمان، العدالة، الإنصاف، والشعور بأن الإدارة تعمل فعليًا لمصلحة الوطن.

مضامين الفقرة الخامسة: منع جماهير مكابي تل أبيب من مباراة في بريطانيا

اختتم جاويش الحلقة بعرض قرار نادي أستون فيلا بعدم السماح لمشجعي فريق مكابي تل أبيب بحضور مباراتهم في 6 نوفمبر القادم ضمن الدوري الأوروبي، بعد تقييم أمني صنف المباراة بأنها "عالية الخطورة". واستندت الأسباب إلى جرائم كراهية حدثت خلال لقاء أياكس أمستردام، حيث حرق الجمهور الإسرائيلي علم فلسطين واعتدوا على سائق تاكسي، بالإضافة إلى المخاوف حول السلامة العامة واحتجاجات محتملة. واعتبر جاويش أن القرار يعكس تحولًا في المزاج الأوروبي تجاه إسرائيل.

كما عرض تصريحات المسؤولين البريطانيين، حيث وصف رئيس الوزراء كير ستارمر القرار بأنه "خاطئ"، بينما رحّب النائب إيوب خان به، ودعت النائبة زارا سلطانة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لحظر جميع الفرق الإسرائيلية. وأظهر استطلاع رأي أن 42% من البريطانيين يؤيدون القرار مقابل 28% يرونه خاطئًا.

وانتقل جاويش للحديث عن ردود الفعل داخل إسرائيل، واستضاف عزام أبو العدس، الباحث والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، عبر الإنترنت، الذي أكد أن الإعلام العبري منقسم؛ حيث وصفت صحيفة "هآرتس" إسرائيل بأنها "أمة موبوءة جرباء" وتجني ثمار ما زرعه اليمين، بينما اعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية أن "المسلمين يحكمون أوروبا".

وأوضح أبو العدس أن ما حدث في الحرب "غير قابل للإصلاح"، وأن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل بدأت تتحول من "التذمر" إلى "العبء" بسبب الغضب في الشارع الأمريكي. وأشار إلى أن من نظم احتفال شرم الشيخ أراد إرسال رسالة للعالم الغربي بأن الحرب انتهت، لكن المظاهرات لم تخف زخمها، وأن نتنياهو لن يتوقف عن نكث عهده.

وفي ختام الحديث عن المرحلة الثانية من الاتفاق، أشار أبو العدس إلى وجود حالة إحباط في إسرائيل لأن مسألة نزع السلاح "ضبابية"، وأن احتمالات العودة للحرب بعد استلام الجثة الأخيرة تبدو الأعلى.