مضامين الفقرة الأولى: استغاثة إسرائيل للسيسي لإنقاذ ميناء إيلات من تهديدات الحوثي

افتتح الإعلامي أسامة جاويش الحلقة قائلاً ان إسرائيل تستنجد  بالسيسي لإنقاذ ميناء إيلات الذي يعاني من شلل شبه تام بسبب تهديدات الحوثيين للسفن المارة في البحر الأحمر. وأشار إلى أن إدارة الميناء طالبت السيسي بالقيام بأمرين الأول هو التواصل مع الحوثيين لوقف استهداف السفن الإسرائيلية، والثاني الضغط على الرئيس الأمريكي ترامب لإدراج ملف الممر الملاحي ضمن اتفاقات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

واستعرض البرنامج تقريرًا نشره موقع "كالكاليست" الاقتصادي الإسرائيلي، أفاد بأن نشاط ميناء إيلات تراجع بنسبة 80% منذ نوفمبر 2023 بسبب تهديدات الحوثي، حيث توقفت تقريبًا حركة السفن القادمة إلى إيلات عبر البحر الأحمر. وذكر التقرير أن إدارة الميناء طلبت تدخل الولايات المتحدة ومصر لضمان حرية الملاحة الإقليمية.

وأوضح جاويش أن الحكومة الإسرائيلية خصصت 4 ملايين دولار لدعم تشغيل الميناء وتغطية الديون المتراكمة، مشيرًا إلى أن التقرير الإسرائيلي يحاول استدراج السيسي من خلال تذكيره بأزمة قناة السويس التي شهدت انخفاضًا في إيراداتها من 10 مليارات إلى 3.9 مليار دولار، بخسارة بلغت 60% من العائدات السنوية.

و انتقد جاويش بشدة الدعم المصري لإسرائيل خلال حرب غزة، مشيرًا إلى أن تكلفة الحرب على إسرائيل تراوحت بين 70 و100 مليار دولار. وكشف أن السيسي قرر تمديد اتفاقية الغاز مع إسرائيل بمبلغ 35 مليار دولار، وهو ما يعادل نصف تكلفة الحرب على أقل تقدير.

حيث كشف أن السيسي قدم دعمًا عبر اتفاقية الغاز بقيمة 35 مليار دولار، ما يعادل نصف تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة، مع تصاعد التبادل التجاري بين البلدين رغم الحرب، وفتح الموانئ المصرية للبضائع الإسرائيلية. واضاف ان شركات تابعة للجيش المصري متهمة ببناء مستوطنات في الضفة الغربية.

كما أشار إلى خروقات وقف إطلاق النار في غزة، مع مئات الشهداء والجرحى، ودخول شاحنات إغاثة أقل من المتفق عليه، مع اتهام السعودية والإمارات بمحاولة إفشال الهدنة، في مقابل دور وساطة لمصر وقطر وتركيا، وتواصل ترامب في التصريح بخطابات متناقضة واستمراره في طرح فكرة تهجير سكان غزة.

وفي سياق متصل، استضاف جاويش الكاتب والباحث السياسي محمد القيق، عبر الإنترنت الذي قدم قراءة تحليلية لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن غزة والمنطقة.
أكد القيق أن لا قوة في الشرق الأوسط قادرة على دخول غزة وكسر المقاومة، مشيرًا إلى فشل الجيش الإسرائيلي نفسه في تحقيق ذلك رغم تفوقه العسكري.

ورأى القيق أن تصريحات ترامب موجهة بالأساس للداخل الأمريكي، لبناء صورة الزعيم القوي القادر على تحريك المنطقة، بينما الحقيقة هي أن إسرائيل تبحث عن مخرج من مأزقها في غزة من خلال التركيز على جبهات أخرى كلبنان وإيران، بدعم ما وصفه بـ"ناتو عربي".

وأشار إلى وجود تمهيد إعلامي وعسكري لتفكيك قوى المقاومة، وتقسيم سوريا، وضم الضفة الغربية، محذرًا من مشاركة بعض الأنظمة العربية في مشروع يستهدف حماس والإسلام السياسي، حتى عبر تمويل ميليشيات تعمل تحت غطاء "قوة أمنية عربية".

واختتم القيق بالتحذير من أن المنطقة مقبلة على تصعيد عسكري كبير تحت غطاء شعارات السلام، في إطار مخطط أمريكي إسرائيلي لفرض شرق أوسط جديد بالقوة، مع بدء تهيئة الأرضية لذلك منذ قرابة عام على مستوى إيران، تركيا، وحزب الله.

مضامين الفقرة الثانية: تحليل تصريحات ترامب وتصعيد الغرب ضد المقاومة

افتتح جاويش الفقرة مشيرا إلى أن الغرب، وبالأخص الولايات المتحدة، يمارس ضغوطًا مستمرة على لبنان وسوريا لنزع سلاح المقاومة بحجج اقتصادية وأمنية، واعتبر أن مطالب نزع السلاح هي محاولة لإضعاف محور المقاومة وتفريغ المنطقة من أي قدرة دفاعية

وانتقل جاويش إلى استضافة محمد أمين الكاتب و المحلل السياسي عبر الإنترنت للحديث عن التصعيد الغربي والعربي المتصاعد تجاه سلاح المقاومة، ومساعي نزع السلاح من الفصائل في غزة ولبنان واليمن، في مقابل تعزيز الترسانة العسكرية الإسرائيلية.

أكد امين أن الخطاب الغربي الحالي يعكس ذهنية استعمارية ترى أن من حق الاحتلال امتلاك السلاح، بينما يُطلب من الشعوب المحتلة أن تتخلى عن أبسط وسائل الدفاع عن نفسها، معتبرًا أن ما يجري هو "محاولة لإعادة إنتاج احتلال صريح في ثوب دبلوماسي".

وأضاف أن ثقافة الزعيم الغربي في التعامل مع الشعوب العربية والمسلمة تقوم على مبدأ الاستعلاء، و"أن هذه الشعوب لا تملك الحق في السيادة أو حتى الحياة"، مشيرًا إلى أن تاريخ الاستعمار الغربي هو سلسلة من عمليات النهب، يتبعها ترك وكلاء يحكمون بالنيابة عن المحتل.

ورأى أمين أن فكرة "المنطقة منزوعة السلاح" ما هي إلا آلية جديدة لتكريس التفوق الإسرائيلي، مؤكدًا أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يبحث عن سلام بل عن استسلام كامل". ولفت إلى أن الدعوات المتكررة لنزع سلاح حزب الله وحماس لا تقابل بأي حديث عن ترسانة إسرائيل النووية أو العسكرية، متسائلًا: "لماذا لا يُناقش سلاح إسرائيل في المقابل؟"

وشدد على أن حملات التحريض على سلاح المقاومة يقودها إعلاميون "يُحسبون خطأ على الإعلام العربي"، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن "من يدمر لبنان ليس سلاح حزب الله، بل منظومة الفساد والطائفية المدعومة من واشنطن وتل أبيب".

وأعرب محمد عن أسفه من تحركات بعض الدول العربية لتبني هذا الخطاب، قائلًا: "الغرب يريد نزع سلاح العرب وتحويلهم إلى شعوب منزوعي الإرادة، فيما يتم تمويل وتوسيع سلاح الاحتلال دون رقيب"، معتبرًا أن المخطط يتجاوز فلسطين ولبنان إلى اليمن وسوريا، ضمن مشروع لتكريس إسرائيل كقوة مركزية وحيدة في المنطقة.

وفي ختام حديثه، دعا أمين إلى الحذر من "عمليات تزييف الوعي"، مؤكدًا أن الشعوب العربية ما زالت تدرك أن الكرامة لا تُشترى بـ"مواسم الرياض ولا بأبراج دبي"، بل تُنتزع بالمقاومة والدفاع عن الحق والسيادة.

مضامين الفقرة الثالثة: عجل السامري في بروكسيل و بيع الاراضي المصرية و دعم الإمارات لمليشيات الدعم السريع بالسودان

تطرق جاويش الى زيارة السيسي إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في القمة المصرية الأوروبية، و ركز على تمثال ذهبي مجسم للرئيس المصري و الذي اعتبروه محاكاة رمزية لقصة "عجل السامري"، مشيرين إلى دلالات دينية وسياسية مثيرة للجدل.

و كشف جاويش نقلا عن  الناشط المصري أنس حبيب أن "الحشد المؤيد" الذي استقبل  السيسي في بروكسل تحرك بتنسيق مسبق وعلى نفقة الدولة، مشيرًا إلى صور ومحادثات تم تداولها داخل جروب خاص، يظهر فيه شخص يُدعى سمير سليمان بصفته منسق التجمع.

وفي سياق الزيارة، أوضح جاويش أن أهداف المشاركة في القمة "المعلنة" تتمثل في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي، ومناقشة ملفات الأمن الإقليمي، الهجرة غير الشرعية، والطاقة، إضافة إلى الترويج لخطة الحكومة لجذب الاستثمارات الأوروبية في قطاعات البنية التحتية والطاقة والنقل.

لكن جاويش علّق ساخرًا بأن الهدف الحقيقي للزيارة هو "تحصيل أموال مقابل المهاجرين غير الشرعيين".

انتقل جاويش إلى الدور الإماراتي في دعم ميليشيا الدعم السريع،مشيرًا إلى شحنات أسلحة إماراتية تصل عبر تشاد تشمل مسيّرات متطورة وأسلحة ثقيلة.

وأوضح جاويش أن الدعم الإماراتي غيّر موازين القوى مما سمح لميليشيات حميدتي بمواصلة حربها كما أثر الدعم اقتصاديًا عبر نهب الذهب المنظم، وسياسيًا بإفشال الانتقال المدني، واجتماعيًا بزرع الصراع الأهلي، وأمنيًا بتعميق الفوضى المسلحة.

وتابع جاويش معلقاً: "محمد بن زايد وحكام الإمارات أينما توجهوا لا يأتون بخير".

ثم انتقل جاويش للكشف عن خطة حكومية مصرية لطرح مواقع وأصول تاريخية وسياحية للبيع ، متهمًا الحكومة بتسليم أصول استراتيجية لرجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، وانتقد توسع الجهاز العسكري في قطاعات اقتصادية متنوعة.

وانتقد توسع جهاز مستقبل مصر (التابع للقوات الجوية) ليشمل الزراعة، استيراد السلع، بورصة السلع، التجزئة، إنتاج البذور والأسمدة، إدارة الأراضي، التطوير العقاري، الصناعة والطاقة.

اختتم جاويش الحلقة بتحذير: "سنصحى يومًا لن نجد السيسي، لكن المشكلة أننا لن نجد مصر أيضًا"، واصفًا الوضع في مصر بالعهد السيء والعار على خلفية دعم النظام لإسرائيل.