شريف عامر مذيع مصري، ومقدم البرنامج الحواري اليومي في قناة إم بي سي مصر. كان ضمن المجموعة الأولى من المذيعين والإعلاميين الشباب الذين تمرسوا واكتسبوا مهارات العمل الإعلامي والصحفي على يد أساتذة من كبار الإذاعيين... .
تناولت حلقة برنامج «يحدث في مصر» عددًا من الملفات السياسية والثقافية والعلمية والإنسانية. أكد الدكتور مصطفى الفقي أن كل مرحلة زمنية لها ظروفها الخاصة، مشيرًا إلى استمرار تأثير القوة الناعمة المصرية في محيطها العربي، وتحدث عن شخصيات تاريخية وسياسية مثل بطرس بطرس غالي ومعمر القذافي، إضافة إلى الانتقادات العنصرية التي يواجهها محمد صلاح في إنجلترا. وفي المجال العلمي، استعرض الدكتور عباس الجمل إنجازاته في الهندسة وتصميم مستشعرات الصور، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يظل أداة داعمة للإبداع البشري فقط.
أما في الملفات الإنسانية، فقد كشفت الدكتورة آمال إمام عن جهود الهلال الأحمر المصري في غزة بإرسال نحو 160 ألف خيمة وتقديم أكثر من 700 يوم عمل إنساني متواصل، في ظل تدمير البنية التحتية. كما ناقش السفير عمر عامر حادث غرق مركب هجرة غير شرعية قرب جزيرة كريت الذي أسفر عن وفاة 14 مصريًا، محذرًا من خطورة الهجرة غير الشرعية وداعيًا الشباب إلى الالتزام بالطرق القانونية.
مضامين الفقرة الأولى: حوار خاص مع مصطفى الفقي
أكد الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، أنه لا يفضل استخدام تعبير «الزمن الجميل»، معتبرًا أن هذا الوصف يحمل قدرًا من التعميم والحنين غير الدقيق، موضحًا أن كل مرحلة تاريخية لها ظروفها الخاصة وتحدياتها المختلفة، وأن الحكم على الأزمنة يجب أن يكون في سياقها وليس بالمقارنة العاطفية. وأوضح الفقي أن الشخصية المصرية تأثرت بشكل مباشر بالتطور التكنولوجي المتسارع، والذي أعاد تشكيل أنماط التفكير والتواصل والعلاقات الاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذا التأثير لم يكن سلبيًا بالكامل، لكنه أحدث تغيرات عميقة في السلوك العام ونمط الحياة.
وأشار المفكر السياسي إلى وجود فجوة واضحة في معرفة المصريين بالعالم العربي، مقابل معرفة العرب الواسعة بالشأن المصري، موضحًا أن مصر كانت ولا تزال حاضرة بقوة في الوعي العربي سياسيًا وثقافيًا وفنيًا، لكن المصريين أحيانًا لا يواكبون بنفس القدر تفاصيل المجتمعات العربية الأخرى. وأكد أن الرموز والشخصيات المصرية لا تزال تحظى بتقدير واسع في العالم العربي، إلا أن المشكلة تكمن في أننا لا نُدرك دائمًا قيمة هذه الرموز ولا نُحسن توظيفها أو الحفاظ على تأثيرها.
وتناول الفقي ملف القوة الناعمة المصرية، مشددًا على أن الفن كان ولا يزال أحد أهم أدوات التأثير المصري، مشيرًا إلى أن الفنان عبد الحليم حافظ امتلك قدرة استثنائية على «تصوير الكلمة»، وأن صوته كان يحمل إحساسًا خاصًا يجعل المستمع يعيش التجربة الشعورية للأغنية بكل تفاصيلها.
وروى الفقي قصة نادرة عن بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، مؤكدًا أنه كان «مصريًا أصيلًا» يحمل انتماءً وطنيًا واضحًا، ونجح في تمثيل مصر في المحافل الدولية بصورة مشرفة، رغم تعقيدات العمل السياسي الدولي. كما تطرق إلى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، موضحًا أنه كان يمنع صعود أي نجم في أي مجال داخل ليبيا، سواء سياسيًا أو فنيًا أو ثقافيًا، بل وصل الأمر إلى منع إذاعة أغاني أم كلثوم، في محاولة لإبقاء الضوء مسلطًا على شخصه فقط. وفي سياق آخر، تحدث الفقي عن النجم المصري محمد صلاح، مؤكدًا أن هناك «لمحة عنصرية» في بعض الانتقادات الموجهة له داخل إنجلترا، رغم نجاحاته الرياضية الكبيرة وإنجازاته مع ناديه، مشيرًا إلى أن المجتمعات الغربية تجيد أحيانًا إلصاق الاتهامات بالشخصيات العامة بسهولة، وهو ما يتعرض له صلاح من وقت لآخر، معتبرًا أن هذه الانتقادات لا تنتقص من قيمته أو مكانته كنموذج مصري ناجح عالميًا.
مضامين الفقرة الثانية: العالم المصري عباس الجمل يتوج بجائزة نوابغ العرب
أكد العالم المصري الدكتور عباس الجمل، أستاذ الهندسة بجامعة ستانفورد الأمريكية، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «يحدث في مصر»، أن فوزه بجائزة «نوابغ العرب» يُمثل تتويجًا لمسيرة علمية طويلة امتدت لعقود من البحث الأكاديمي والتطبيقي في مجالات الهندسة والتكنولوجيا الحديثة، معتبرًا أن هذا التكريم يعكس المكانة المتقدمة التي يمكن أن تصل إليها العقول العربية على الساحة العلمية الدولية. وأوضح الجمل أن من أبرز إنجازاته العلمية تصميم وتطوير مستشعرات الصور الرقمية، وهي تقنية محورية أصبحت جزءًا أساسيًا من صناعة الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية، مشيرًا إلى أن هذه المستشعرات باتت جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية لملايين المستخدمين حول العالم، رغم أنه لم يكن يتوقع في بداياته البحثية أن تتحول أفكاره إلى منتجات تجارية واسعة الانتشار.
وتطرق الجمل إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذا المجال يشهد تطورًا متسارعًا، إلا أن مآلاته لا يمكن التنبؤ بها بشكل دقيق، ولا يمكن اعتباره بديلًا كاملًا للإنسان، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يظل أداة مساعدة تعتمد في جوهرها على الإبداع البشري والخبرة الإنسانية والقدرة على اتخاذ القرار، خاصة في القضايا الأخلاقية والاجتماعية المعقدة. وأشار إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن في الخوف من الذكاء الاصطناعي، وإنما في حسن توظيفه لخدمة الإنسان دون المساس بدوره المركزي في الابتكار والتقدم العلمي. وعلى الصعيد الإنساني، عبّر الجمل عن ارتباطه العاطفي بمصر، مؤكدًا افتقاده للأجواء المصرية البسيطة وسماع الأذان والأكلات الشعبية وعلى رأسها الفول، قائلًا: «لما كنت في مصر كنت بشجع الأهلي، ودلوقتي بشجع ليفربول علشان محمد صلاح»، ومشددًا على أن الانتماء للوطن لا يتغير مهما طالت سنوات الغربة.
مضامين الفقرة الثالثة: الهلال الأحمر المصري: 700 يوم من العمل الإنساني المتواصل في غزة
في مداخلة هاتفية أخرى، كشفت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، عن تفاصيل موسعة حول الجهود الإنسانية التي تبذلها المؤسسة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدة أن وتيرة شاحنات المساعدات الإنسانية شهدت زيادة ملحوظة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ. وأوضحت إمام أن الهلال الأحمر المصري أرسل منذ يوليو الماضي وحتى الآن نحو 160 ألف خيمة إلى قطاع غزة، في محاولة للتخفيف من معاناة مئات الآلاف من الأسر التي فقدت منازلها نتيجة التدمير الواسع للبنية التحتية، مشيرة إلى أن حجم الدمار الكبير ضاعف من الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وأكدت أن فرق الهلال الأحمر قدمت أكثر من 700 يوم عمل متواصل من الجهد الإنساني دون انقطاع، شمل توفير الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية والإغاثية، فضلًا عن الدعم اللوجستي والتنسيق مع الجهات المعنية، مشددة على أن التحديات لا تزال قائمة، وأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تتطلب استمرار الدعم الإقليمي والدولي.
مضامين الفقرة الرابعة: مأساة الهجرة غير الشرعية: تفاصيل إنسانية مؤلمة من جنوب كريت
في الجزء الأخير من الحلقة، تناول البرنامج مأساة غرق مركب للهجرة غير الشرعية جنوب جزيرة كريت اليونانية، حيث أكد السفير عمر عامر، سفير مصر لدى اليونان، خلال مداخلة هاتفية، أن المركب كان يقل 34 شخصًا، من بينهم 27 مصريًا، تتراوح أعمار معظمهم بين 13 و18 عامًا، وهو ما وصفه بالمؤشر الخطير والمؤلم في هذه الحوادث المتكررة. وأوضح السفير أن الحادث أسفر عن وفاة 14 مصريًا حتى الآن، فيما تتواصل جهود البحث عن 13 مفقودًا، بينما نجا شخصان فقط ويتلقيان الرعاية الصحية والنفسية اللازمة، مؤكدًا أن السفارة المصرية تتابع الموقف على مدار الساعة وتتواصل بشكل مباشر مع أسر الضحايا والمفقودين.
وأشار السفير عمر عامر إلى أن هذه المراكب غير صالحة للإبحار ويتم تحميلها بأعداد تفوق طاقتها الاستيعابية، ما يجعل فرص النجاة محدودة في حال وقوع أي طارئ، محذرًا الشباب من الانسياق وراء أوهام الهجرة غير الشرعية مهما كانت الدوافع الاقتصادية أو الاجتماعية. وشدد على أن الدولة المصرية تتحمل تكاليف إعادة الجثامين إلى أرض الوطن بعد الانتهاء من إجراءات التعرف على هويات الضحايا، كما تعمل على إعادة الناجين، مؤكدًا في الوقت ذاته أن اليونان توفر فرص عمل حقيقية ولكن عبر القنوات القانونية فقط، داعيًا إلى الالتزام بالمسارات الشرعية التي تحفظ الأرواح وتجنب تكرار مثل هذه المآسي.