ملخص الحلقة:

ناقشت حلقة برنامج «يحدث في مصر» مجموعة من الملفات السياسية والاقتصادية والرياضية. في الجانب السياسي، استعرض البرنامج بيان مؤسسة الرئاسة بشأن الأوضاع في السودان، حيث أكد الدكتور عبد المنعم سعيد أن مصر تعتبر السودان عمقًا جيوسياسيًا حيويًا للأمن القومي، مشددًا على دعم الحكومة الشرعية ورفض أي محاولات لتقسيم السودان أو إنشاء كيانات موازية، مع الإشارة إلى أهمية تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك لحماية الخطوط الحمراء المصرية.

أما في الجانب الاقتصادي، فقد تناول البرنامج رد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على الجدل حول الدين العام، موضحًا أن القروض استُثمرت في مشروعات قومية وأصول ثابتة مثل الطرق والموانئ والمدن الجديدة لدعم الاقتصاد وجذب الاستثمار، مع التأكيد على أن تحسين أوضاع المواطنين مرتبط بتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتقليل التضخم.

مضامين الفقرة الأولى: عبد المنعم سعيد: تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مع السودان رسالة سياسية واضحة

في مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، أن البيان الصادر عن مؤسسة الرئاسة المصرية بشأن الأوضاع في السودان جاء بصورة علنية وواضحة، ويحمل رسائل مباشرة لكل الأطراف المعنية داخليًا وإقليميًا ودوليًا. وأوضح أن العلاقات المصرية السودانية عميقة تاريخيًا وجغرافيًا، ما يجعل السودان عمقًا جيوسياسيًا بالغ الأهمية للأمن القومي المصري، ويبرر حساسية الموقف المصري تجاه التصعيد والصراع المسلح هناك. وأكد سعيد أن مصر لم تتعامل مع الأزمة السودانية بمنطق المتفرج، بل قدمت دعمًا إنسانيًا وسياسيًا للأشقاء السودانيين منذ اندلاع الصراع، مع التمسك بسياسة دعم الحكومات الشرعية المعترف بها دوليًا، كما ظهر في مواقفها تجاه اليمن وفلسطين والسودان.

وأشار سعيد إلى أن الإشارة في البيان الرئاسي بشأن «تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك» لا تمثل تهديدًا، بل رسالة سياسية واضحة بأن مصر تتابع التطورات عن كثب ولن تسمح بتجاوز خطوطها الحمراء، مشددًا على أن الإعلان عن تفعيل الاتفاقية في بيان مشترك وبحضور الرئيسين يعني أنها أصبحت مفعلة بالفعل، خاصة في ظل الانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر بحق المدنيين. وأضاف أن حجم المأساة الإنسانية في السودان قد يكون أكبر مما يجري في غزة، وأن البيان يخاطب الرأي العام المصري والعربي والدولي، مؤكدًا موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان ورفض أي محاولات لتفكيك أراضيه أو إنشاء كيانات موازية، مع الإشارة إلى أن هذا الموقف أكثر حساسية وقوة من إعلان الخطوط الحمراء في الملف الليبي نظرًا لارتباطه المباشر بالأمن القومي المصري واستقرار المنطقة.

مضامين الفقرة الثانية: مدبولي يكشف : كيف تحولت الديون إلى أصول مملوكة للشعب

خلال الحلقة، استعرض الإعلامي شريف عامر بيان وتصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، للرد على الجدل المثار بشأن ارتفاع الدين العام والاتهامات الموجهة بأن القروض التي حصلت عليها الدولة ذهبت لمشروعات بلا عائد اقتصادي. وأكد مدبولي أن القروض لم تُستخدم لتمويل نفقات استهلاكية مؤقتة، بل استُثمرت في أصول ثابتة ومشروعات قومية على أرض الواقع، شملت شبكات طرق حديثة، تطوير الموانئ، محطات كهرباء عملاقة، ومدنًا جديدة، ما ساهم في تكوين رصيد اقتصادي حقيقي للدولة والشعب، مضيفًا أن القيمة السوقية لهذه الأصول تضاعفت مقارنة بتكلفتها عند التنفيذ.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مشروعات البنية التحتية كانت ضرورة حتمية لجذب المستثمرين المحليين والأجانب، وتسهيل الصناعة والتجارة، لافتًا إلى أن العائد الاقتصادي لهذه المشروعات أصبح واضحًا من خلال زيادة الصادرات واستقطاب العملة الصعبة وتعزيز قدرة الاقتصاد على استيعاب الاستثمارات الجديدة، مستشهدًا بصفقات كبرى مثل «رأس الحكمة» كنموذج عملي لذلك. واختتم مدبولي بيانه بالتأكيد على أن تحسن أوضاع المواطنين مرتبط بتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسيطرة على التضخم، مؤكدًا أن هذه المشروعات تمثل الأساس لبناء اقتصاد مستدام في المرحلة الحالية والمستقبلية.