بوليتيكو: مبعوث مصر إلى بروكسل يتهم الغرب بالتحيز المؤيد لإسرائيل
انتقد مبعوث مصر إلى الاتحاد الأوروبي موقف الغرب من الحرب الإسرائيلية، متهمًا الغرب بالتحيز لإسرائيل، وهو الموقف الذي يقول إنه يضر بسمعة الكتلة الأوروبية في الشرق الأوسط، وفق ما يخلص تقرير نشرته مجلة بوليتيكو.
سلط تقرير نشرته مجلة بوليتيكو في نسختها الأوروبية الضوء على الاتهامات التي وجهها مبعوث مصر لدى الاتحاد الأوروبي للكتلة بالتحيز لإسرائيل.
وقالت المجلة إن مبعوث مصر إلى الاتحاد الأوروبي انتقد موقف الغرب من الحرب الإسرائيلية وحماس، متهمًا إياها بالتحيز لإسرائيل الذي يقول إنه يضر بسمعتة الكتلة الأوروبية في الشرق الأوسط.
رفض التهجير
وفي مقابلة مع المجلة في مقر إقامته في بروكسل، أكد كبير دبلوماسيي القاهرة في عاصمة الاتحاد الأوروبي، بدر عبد العاطي، أن بلاده لن تقبل اللاجئين الفلسطينيين الفارين من غزة.
وقال: «لن نسمح بتصفية القضية الفلسطينية وأن يكون هناك نكبة أخرى على حساب الدول المجاورة، سواء كانت الأردن أو مصر».
وأشارت المجلة إلى أن مصر تلعب دورًا رئيسًا في الصراع بين إسرائيل وحماس، إذ توفر نقطة دخول للمساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة عبر معبر رفح الحدودي. وقبل الحرب بين إسرائيل وحماس، كانت مئات شاحنات المساعدات تذهب إلى غزة يوميا عبر معبر رفح الحدودي بعد أن حاصرت إسرائيل حدودها البرية والجوية والبحرية عندما سيطرت حماس عليها، مما حد بشدة من حركة البضائع والأشخاص داخل غزة وخارجها. منذ بداية الحرب، لم تتدفق شاحنات الإغاثة إلا عبر معبر رفح الحدودي.
كما استضافت مصر مؤخرًا مؤتمر سلام في القاهرة.
تحيز الغرب
وقال الدبلوماسي المصري إن الرأي العام في الشرق الأوسط لديه تقييم قاس لموقف الغرب من الصراع، مدعيًا أن «المعايير المزدوجة» تقوض سمعة الغرب في المنطقة.
وقال «الرأي العام في المنطقة بأسرها مصدوم، ومستاء للغاية من هذا الموقف المتحيز. وهناك شعور بالقناعة بين الرأي العام في منطقتنا بأن حياة الغربيين في نظر الغرب أغلى من حياة الفلسطينيين».
عبّر عبد العاطي عن إحباطه من «بعض الخطب التي تعبر عن وجهة نظر متحيزة تمامًا»، على الرغم من أنه لم يصل إلى حد تسمية من ألقى تلك الخطب.
الهجرة إلى أوروبا
وأضافت المجلة أن عبد العاطي حذر كذلك من أن تداعيات الصراع قد تؤدي إلى وصول المزيد من المهاجرين إلى أوروبا وتأجيج الأصولية على أعتاب الاتحاد الأوروبي. وقال متسائلًا: «ضع نفسك في مكان الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات وهم يفقدون عائلاتهم. ماذا تتوقع منهم في المستقبل؟»
وتأتي تعليقاته وسط رد فعل عنيف - بما في ذلك من بعض موظفي الاتحاد الأوروبي - ضد موقف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من الصراع. واتُهمت فون دير لاين باتخاذ موقف قوي مؤيد لإسرائيل.
أولويات مصرية
وشدد عبد العاطي على أن استضافة مؤتمر سلام دولي ثان - وهي فكرة يدعمها قادة الاتحاد الأوروبي بعد ضغوط مكثفة من إسبانيا - أمر أساسي لإعادة إطلاق عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين.
وقال عبد العاطي «بدون حل القضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة»، داعيًا إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967.
وأضاف أن الأولويات الثلاث الأكثر إلحاحًا لمصر هي الوقف الفوري لإطلاق النار، و«وجود تدفق مستدام وغير مشروط للمساعدة الإنسانية والطبية»، وخلق «أفق سياسي»، أي استئناف المحادثات بين الجانبين على أساس معايير متفق عليها دوليا.
اتفاق مساعدات مع الاتحاد الأوروبي
وتلفت المجلة إلى أن مبعوث القاهرة إلى بروكسل الماء انتقد اقتراحات بأن الاتحاد الأوروبي على وشك الاتفاق على إبرام اتفاقية مساعدات مع مصر.
كتبت فون دير لاين إلى زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، تضغط من أجل اتفاق اقتصادي مع القاهرة. وستمثل صفقة من هذا القبيل خطوة جديدة في استراتيجية المفوضية لتحويل أموال الاتحاد الأوروبي إلى دول شمال إفريقيا في محاولة لدعم اقتصاداتها مقابل وقف تدفقات الهجرة إلى أوروبا.
وشدد عبد العاطي على أن أي اتفاق بشأن التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي لن يكون له علاقة بالوضع في غزة. وأضاف أن المحادثات الرسمية مع الاتحاد الأوروبي لم تبدأ بعد ورفض إعطاء جدول زمني لأي اتفاق محتمل، على الرغم من أنه من المقرر عقد اجتماع بين الاتحاد الأوروبي ومصر في يناير 2024.
تقترب نسبة انطلاق المهاجرين من مصر إلى أوروبا من الصفر، لكن البلاد تستضيف حوالي 9 ملايين لاجئ وعديد من المصريين يعبرون الحدود إلى ليبيا، وهي نقطة انطلاق أساسية لأوروبا.
طلب مبعوث القاهرة من الاتحاد الأوروبي مضاعفة التمويل الحالي البالغ 160 مليون يورو لمصر للقيام بدوريات على حدودها ودعم اللاجئين الذين يعيشون هناك.
وأكد أن أي اتفاق مستقبلي مع بروكسل يجب أن يتجاوز الهجرة ويعزز اقتصاد الدولة العربية من خلال سد الفجوة التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
قال عبد العاطي: «يجب أن تكون الاتفاقية قائمة على وضع مربح للجميع وشراكة حقيقية، وليس بعد الآن علاقة مانح ومتلقي».