تمرد أظهر الضغوط على نظام بوتين

خلاصة

تمرد أحد أعضاء النخبة الروسية على منافسيه، مع وجود جيش من المرتزقة يدعمونه، يشير إلى أن قبضة فلاديمير بوتين على تحالف من الشخصيات القوية قد تكون أكثر هشاشة مما تبدو عليه.

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الحرب الروسية في أوكرانيا ومنذ أن بدأت العام الماضي لم تتمحور على نتائج ساحة المعركة فحسب، بل على سؤال في موسكو أيضًا: هل تستطيع قبضة الرئيس فلاديمير بوتين على السلطة أن تصمد أمام ضغوط خوض حرب طويلة ومكلفة، بلا نهاية تلوح في الأفق؟

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن أحداث الأيام القليلة الماضية، التي شن فيها يفغيني بريغوزين، رئيس جيش خاص سيئ السمعة يُدعى فاجنر، تمردًا قصيرًا ضد القيادة العسكرية الروسية، ليست كافية للإجابة على هذا السؤال. لكن تلك الأحداث تشير إلى أن سيطرة بوتين على تحالف النخبة الذي يبقيه في السلطة تحت ضغط، مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها.

ويقول محللون إنه على الرغم من أن القادة الاستبداديين قد يبدو أنهم يحكمون بالسلطة المطلقة، إلا أنهم يعتمدون جميعًا على تحالفات النخب القوية للبقاء في السلطة. وتختلف التفاصيل حسب البلد والوضع: يعتمد البعض على الجيش، والبعض الآخر يعتمد على حزب حاكم واحد، أو السلطات الدينية، أو رجال الأعمال الأثرياء.

في سوريا، على سبيل المثال، يهيمن أفراد من الأقلية العلوية الدينية التابعة لبشار الأسد على الجيش، وقد اعتمد الضباط منذ فترة طويلة على الحكومة في الحصول على الإسكان والمزايا الأخرى، مما أدى إلى تشابك حياتهم مع بقاء النظام. حتى عندما تحولت الانتفاضة الشعبية عام 2011 إلى حرب أهلية دموية طويلة الأمد، أبقاه أنصار الأسد داخل الجيش في السلطة: فوائد الولاء لهم، تفوق بكثير التكاليف.

وحتى وقت قريب، كان تحالف بوتين يبدو قويًا للغاية، وتمحور حول مجموعة من المسؤولين الذين دخلوا السياسة بعد الخدمة في الاستخبارات الروسية أو غيرها من الخدمات الأمنية، والذين يشغلون الآن أدوارًا رئيسة في أجهزة الاستخبارات الروسية وصناعة النفط والغاز والوزارات.

لطالما كان دعمه الجماهيري الكبير مصدرًا رئيسًا آخر للقوة، ولدى بوتين مزايا هيكلية أيضًا؛ فهو لا يتبع حزب سياسي يمكن لقيادته أن تتحد وتستبدله، كما كان الحال في الاتحاد السوفيتي. ومن خلال تقسيم السلطة بين مختلف الوكالات والوزراء ورجال الأعمال الأثرياء، تأكد من عدم وجود شخص أو مؤسسة قوية بما يكفي للإطاحة به.

لكن عندما شنت روسيا لأول مرة غزوها لأوكرانيا العام الماضي، قال الخبراء إن الحرب لديها القدرة على تقويض قبضته على السلطة.

ونقلت الصحيفة عن إيريكا دي بروين، أستاذة العلوم السياسية في كلية هاميلتون ومؤلفة كتاب حديث عن الانقلابات، قولها إن "العلاقة بين الحكام الاستبداديين ونواة أنصارهم من النخبة يمكن أن تتوتر عندما يشن الديكتاتوريون حربًا في الخارج - لا سيما عندما تنظر النخب إلى الصراع على أنه مضلل.

ورغم الإشارات المختلفة على ضعف قبضة بوتين على السلطة إلا أن هذا كله، بحسب ما ترى الصحيفة، لا يعني أن أيام بوتين كرئيس معدودة. لكن قبضته على السلطة تبدو أقل تأكيدًا من أي وقت مضى. ويقول نونيهال سينغ، الأستاذ في الكلية الحربية البحرية ومؤلف كتاب عن المنطق الاستراتيجي للانقلابات العسكرية، إن السيد بوتين "أصبح الآن ضعيفًا بما يكفي لتحديف" مضيفًا "أنه قد يكون هناك منافسون آخرون الآن".

الموضوع التالي إسرائيل تشكر قبرص على وقف الخطة الإيرانية المزعومة لمهاجمة الإسرائيليين
الموضوع السابقناشطون يتهمون الاتحاد الأوروبي بتبييض سمعة النظام التونسي في محاولة لوقف الهجرة