ملخص الحلقة:

تناولت الحلقة عدة ملفات سياسية وإقليمية، حيث أكد الدكتور مصطفى الفقي أن السودان يمثل قضية مصرية من الدرجة الأولى، مشددًا على رفض مصر أي مساس بوحدته أو سلامة أراضيه. وأوضح أن البيان المصري الأخير جاء بعد تنسيق مباشر مع الفريق عبد الفتاح البرهان لتحديد الخطوط الحمراء المصرية في التعامل مع أي تهديدات محتملة، لافتًا إلى أن التحركات الإقليمية والدولية بشأن السودان تمس مصالح مصر الاستراتيجية والاقتصادية. كما أشار إلى أن السعودية وتركيا هما الأكثر تأثيرًا في الملف السوري، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار في غزة لا يعني توقف العدوان الإسرائيلي أو تغير سياساته، وأن مصر تتابع التطورات لحماية أمنها القومي ودعم الحقوق الفلسطينية.

وعلى الصعيد الاقتصادي والمجتمعي، أكد الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، أن الاقتصاد المصري يشهد تحسنًا ملحوظًا ويستعيد استقراره المالي، مع ارتفاع معدلات النمو وزيادة الاحتياطي النقدي، ما عزز الثقة الدولية، مشيرًا إلى موافقة الصندوق على المراجعتين الخامسة والسادسة واقتراب معدل النمو من 5%. كما تناولت الحلقة واقعة وفاة الطفل يوسف عبد الملك، حيث قررت النيابة العامة إحالة مسؤولي اتحاد السباحة للمحاكمة الجنائية العاجلة بعد ثبوت الإهمال الجسيم، مع تجميد عمل الاتحاد مؤقتًا وتشكيل لجنة لإدارته، فيما أكدت والدة الطفل أن بيان النيابة أعاد حق نجلها وحسم الجدل حول الواقعة، مشيدة بسرعة الإجراءات ومحاسبة المقصرين.

مضامين الفقرة الأولى: محمد المعيط: الاقتصاد المصري في طريق التعافي واستعادة الاستقرار المالي

خلال الحلقة في مداخلة هاتفية مع شريف عامر، أكد الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي وممثل المجموعة العربية، أن الاقتصاد المصري يسير في مسار إيجابي وواثق نحو استعادة الاستقرار المالي، نتيجة تطبيق سياسات مالية واقتصادية حكيمة انعكست في تحسن مؤشرات رئيسية، أبرزها معدلات النمو وزيادة الاحتياطي النقدي. وأوضح أن هذه التطورات أسهمت في تعزيز الثقة الدولية وقدرة الاقتصاد المصري على الصمود أمام التحديات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن المؤشرات الحالية تؤكد السير في الاتجاه الصحيح مع خفض المخاطر المرتبطة بالديون العامة.

وأشار معيط إلى موافقة بعثة صندوق النقد الدولي على المراجعتين الخامسة والسادسة من برنامج التعاون مع مصر، بعد رصد تحسن ملحوظ في الأداء الاقتصادي، لافتًا إلى اعتماد المراجعة الرابعة في مارس الماضي واستمرار التقييمات الدورية للبرنامج. وأكد أن خفض حجم الدين العام مع اقتراب معدل النمو من 5% يعكس فاعلية السياسات المتبعة ويعزز قدرة الدولة على مواجهة الصدمات الاقتصادية، موضحًا أن المراجعتين السابعة والثامنة مقررتان خلال عام 2026، ومختتمًا بالتأكيد على صلابة الاقتصاد المصري وجاذبيته المتزايدة للمؤسسات المالية الدولية والمستثمرين.

مضامين الفقرة الثانية: إحالة المتهمين في وفاة الطفل يوسف  للمحاكمة.. وقرار تجميد اتحاد السباحة

أصدرت النيابة العامة قرارًا عاجلًا بإحالة كل من رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد السباحة، والمدير التنفيذي، ورئيس لجنة المسابقات، ومدير البطولة، والحكم العام، بالإضافة إلى ثلاثة من طاقم الإنقاذ، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بعد ثبوت مسؤوليتهم عن وفاة الطفل يوسف محمد أحمد عبد الملك نتيجة إهمال جسيم في أداء مهامهم. وفي مداخلة هاتفية لبرنامج «يحدث في مصر»، أكد طلال عبد اللطيف، خبير اللوائح الرياضية، أن القرار يعكس جدية النيابة في محاسبة المتسببين في الحوادث الرياضية التي تعرض حياة الأطفال للخطر، موضحًا أن وزارة الشباب والرياضة من المتوقع أن تصدر قرارًا بتجميد عمل اتحاد السباحة لحين انتهاء التحقيقات والمحاكمة، مع تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة الاتحاد والإشراف على سير الأعمال لضمان الشفافية واستكمال الإجراءات القانونية بشكل منظم.

من جانبها، أعربت فاتن إبراهيم، والدة السباح الراحل، عن ارتياحها لبيان النيابة العامة، مؤكدة أنه كان كافيًا ووافيًا لاستعادة حق نجلها أمام الرأي العام، مشيرة إلى أن موافقة الأسرة على تشريح الجثمان أثبتت براءته من أي ادعاءات تتعلق بوجود أمراض أو تعاطي مواد منشطة، وأغلقت باب الجدل حول أسباب الوفاة. وأكدت أنها كانت تنتظر نتائج التحقيق والتقرير الطبي بفارغ الصبر، وأن الإجراءات الأخيرة أعادت لها الطمأنينة بأن العدالة ستأخذ مجراها الكامل، فيما شدد شريف عامر على أن قرار النيابة رسالة واضحة لكل الاتحادات الرياضية بضرورة الالتزام باللوائح والقوانين وحماية الأطفال المشاركين في البطولات، وأن أي تقصير جسيم سيواجه محاسبة قانونية فورية.

مضامين الفقرة الثالثة: مصطفى الفقي: السودان قضية مصرية

استضاف شريف عامر المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي في حلقة حوارية تناولت أبرز القضايا الإقليمية، حيث أكد الفقي أن السودان قضية مصرية بالدرجة الأولى، وأن أي تهديد لمصالح مصر عبر حدودها الجنوبية سيُقابل بحزم وجدية، مشددًا على أن وحدة السودان وسلامة أراضيه خطوط حمراء لا يمكن التهاون فيها. وأوضح أن مصر ترفض تدويل الأزمة السودانية أو إشراك أطراف خارجية في الشأن الداخلي، مشيرًا إلى وجود ضغوط دولية تستهدف تقليص الدور المصري أو التأثير على القرارات المحلية. كما لفت إلى أن البيان المصري الأخير جاء بعد تنسيق مباشر مع الفريق عبد الفتاح البرهان خلال زيارته لمصر، وحدد بوضوح خطوط مصر الحمراء، وعلى رأسها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وتأمين الحدود الجنوبية، ومراقبة أي تهديدات قد تمس الأمن القومي، محذرًا من أن الخطر القادم من الجنوب يتطور بهدوء وثبات، بما يستدعي متابعة دقيقة وتنسيقًا مستمرًا بين الأجهزة السياسية والعسكرية، خاصة لحماية المصالح الاقتصادية والاستراتيجية والموارد المائية والممرات الحدودية.

وعلى صعيد القضايا الإقليمية الأخرى، أشار الفقي إلى أن السعودية وتركيا تمثلان التأثير الأكبر في الملف السوري من خلال دعم أطراف مختلفة والتأثير في مسارات التفاوض الدولي، مؤكدًا أن أي تحرك في سوريا ينعكس مباشرة على الاستقرار الإقليمي وسياسات القوى الكبرى. كما تطرق إلى ملف غزة، موضحًا أن وقف إطلاق النار لا يعني بالضرورة تغيّر السياسات الإسرائيلية أو توقف العدوان، رغم محاولات إسرائيل تسويق سياساتها دوليًا، مؤكدًا أن مصر تتابع التطورات عن كثب وتحافظ على موقفها الثابت الداعم للسلام وحماية حقوق الشعب الفلسطيني. واختتم الفقي بالتأكيد على أن السياسة المصرية تقوم على المبادرة والحذر معًا، ضمن شبكة علاقات إقليمية ودولية معقدة، وبالتنسيق الاستراتيجي مع القوى الفاعلة لضمان حماية الأمن القومي والمصالح الوطنية ومواجهة أي تهديدات محتملة بشكل منظم وفعّال.