الجارديان: يتعين على الولايات المتحدة أن تتحرك لإنهاء كارثة غزة
يتعين على الولايات المتحدة أن توضح لنتنياهو أننا لن نقدم دولارًا آخر لدعم حربه اللاإنسانية وغير القانونية، وفق ما يخلص السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز مقال نشرته صحيفة الجارديان.
نشرت صحيفة الجارديان مقالًا لكتبه السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز ينتقد فيها استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ويدعو بلاده لوقف دعم حربها غير القانونية.
وقال السيناتور الأمريكي إن الكثيرين منا يراقبون برعب الكارثة الإنسانية الخطيرة التي تتكشف في غزة. ومن المؤسف أن عديدًا من زملائي في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأميركي يختارون تجاهل هذه الحقيقة والتهرب من مسؤولياتهم أمام الكونجرس.
ولنكن واضحين: ما يحدث في غزة ليس مجرد مأساة مؤسفة تحدث على بعد آلاف الأميال من شواطئنا. وتقدم الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار كل عام، والقنابل والمعدات العسكرية التي تدمر غزة مصنوعة في أمريكا. بمعنى آخر، نحن شركاء فيما يحدث.
وما يحدث لا يوصف.
وأشار السيناتور إلى أنه تحدث وموظفون أمريكيون في الأيام الأخيرة مع الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات الإنسانية الأخرى التي تكافح من أجل التعامل مع الكارثة في غزة.
خلاصة القول هي أن الأسابيع المقبلة قد تعني الفرق بين الحياة والموت لعشرات الآلاف من الناس. وإذا لم نشهد تحسنًا جذريًا في إمكانية وصول المساعدات الإنسانية في وقت قريب جدًا، فإن أعدادًا لا تحصى من الأبرياء ــ بما في ذلك الآلاف من الأطفال ــ قد يموتون بسبب الجفاف والإسهال والأمراض التي يمكن الوقاية منها والمجاعة.
وأوضح السيناتور أن هذه ليست كارثة طبيعية. إنها أزمة من صنع الإنسان. وهذه هي النتيجة المباشرة للاختيارات التي اتخذها القادة السياسيون، وليس أكثر من بنيامين نتنياهو، زعيم الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل.
وأضاف السيناتور أن هذه الحرب تستمر في المقام الأول باستخدام الأسلحة والمعدات الأمريكية. وهذا يعني أن الولايات المتحدة متواطئة في هذا الكابوس. ويتعين على الولايات المتحدة إنهاء الأمر وأن تستخدم نفوذها لحمل نتنياهو على تغيير نهجه.
وأعرب السيناتور عن أسفه لعدم دعم أعضاء الكونجرس جهوده لوقف تلك الكارثة الإنسانية باستثناء 11 عضوًا فقط، لكن الزخم آخذ في التحول؛ ذلك أن المزيد والمزيد من الأميركيين ـ والمزيد من المسؤولين المنتخبين ـ يدركون الآن أننا لا نستطيع أن نستمر في غض الطرف عن المعاناة في غزة. ونظرًا لحجم الكارثة التي تتكشف مع القنابل والمعدات العسكرية الأمريكية، يتعين على الكونجرس أن يتحرك.
وقال رئيس الوزراء نتنياهو مؤخرًا، رغم رفضه لحل الدولتين، إن «رئيس الوزراء يحتاج إلى أن يكون قادرًا على قول لا، حتى لأفضل أصدقائنا». حسنًا، الآن هو الوقت المناسب للولايات المتحدة لتقول لا لنتنياهو.
وقال السيناتور إن الكونجرس يدرس الآن مشروع قانون تكميلي يتضمن مساعدات عسكرية أخرى بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل. ويجب على الولايات المتحدة أن توضح لنتنياهو أننا لن نقدم دولارًا آخر لدعم حربه اللاإنسانية وغير القانونية. ويتعين علينا أن نستخدم نفوذنا للمطالبة بوضع حد للقصف العشوائي، ووقف إطلاق النار لأسباب إنسانية للسماح بتدفق المساعدات إلى أولئك الذين يعانون، وتأمين إطلاق سراح أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة. ويجب علينا أن نطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ الخطوات اللازمة لوضع الأساس لحل الدولتين.