• من نحن
  • اتصل بنا
  • إتفاقية الإستخدام
خلاصة

ملخص الحلقة:
تناول محمد ناصر تفكيك خطاب السلطة المصرية حول «الزهد والتقشف»، كاشفًا بالأرقام والتفاصيل تكلفة الطائرة الرئاسية الجديدة من طراز بوينج 747، وما تمثّله من بذخ صارخ في بلد يعاني ديونًا متراكمة وأعباء اقتصادية خانقة. وربط ذلك بتاريخ طويل من تزييف صورة الحكّام العسكريين منذ عبد الناصر حتى السيسي، مؤكدًا أن الواقع يكذّب الخطاب الرسمي. كما ناقش عزوف المصريين عن الانتخابات البرلمانية بوصفه موقفًا واعيًا يعكس انهيار الثقة في مشهد سياسي محسوم سلفًا، لا فشلًا شعبيًا، مستعرضًا نسب المشاركة المتدنية وفضيحة الإعادات الانتخابية. واختتم برصد الغضب الواسع على مواقع التواصل بعد وصول الطائرة الرئاسية الجديدة، وكيف حاول النظام احتواءه والهروب منه عبر حملات إلهاء إعلامية وفنية، في ظل فجوة متسعة بين سلطة غارقة في البذخ وشعب يُطالب بالصبر على الفقر.

مضامين الفقرة الأولى: تفاصيل تكلفة الطائرة الرئاسية الجديدة «ملكة السماء»
افتتح ناصر الحلقة بتفكيك الصورة التي يحرص الحكّام العسكريون في مصر على تسويقها عن أنفسهم باعتبارهم زهادًا مضحّين من أجل الوطن، مؤكدًا أن هذه الأسطورة قديمة وممتدة منذ عبد الناصر، الذي صُوّر كرئيس متقشف بينما كشفت مذكرات عمرو موسى عن استيراد طعام دايت خاص له من سويسرا. واعتبر أن السادات بدوره جرى تقديمه كـ«الرئيس المؤمن الزاهد»، رغم ما أورده أحمد بهاء الدين عن تفاصيل حياة رفاهية واضحة شملت موائد فاخرة واستيراد مكرونة «جلوتن فري» خصيصًا له، ثم انتقل إلى مبارك الذي رفع شعار «الكفن مالوش جيوب» في الوقت الذي كان يشتري فيه ملابسه من لندن، وفق روايات مباشرة.

وأكد ناصر أن السيسي أعاد إنتاج الخطاب نفسه، حين أعلن رفضه الأكل على حساب الدولة، قبل أن يقرّ لاحقًا ببناء قصور رئاسية «له» باعتبارها جزءًا من «بناء دولة جديدة»، متسائلًا عمّا إذا كان نهب الدولة قد انتهى أم أن الأسطورة ما تزال تُستخدم لتبرير الواقع. وفي هذا السياق، كشف تفاصيل وصول الطائرة الرئاسية الجديدة من طراز بوينج 747 إلى مطار القاهرة بعد أربع سنوات من التجهيز في هامبورج مرورًا بإيرلندا، ناقلًا عن مواقع عالمية وصفها بأنها تحوّلت من «بطة قبيحة» رفضتها لوفت هانزا إلى «بجعة متألقة» بعد تجهيزها كطائرة رئاسية مصرية، قبل أن تُسجَّل رسميًا باسم الحكومة المصرية، وهي التفاصيل التي كشفها الطيار أدهم حسن عام 2021 قبل اختفائه لاحقًا.

وأوضح ناصر أن تكلفة الطائرة نفسها قاربت نصف مليار دولار، بينما وصلت تكلفة تجهيزاتها الداخلية والأمنية – من جناح رئاسي وغرف نوم وقاعات اجتماعات وأنظمة اتصالات مشفّرة ودفاع إلكتروني – إلى نحو 800–900 مليون دولار، مشيرًا إلى أن التجهيزات الأمنية وحدها بلغت قرابة 230 مليون دولار، ومقارنًا ذلك بطائرة ترامب التي قُدّرت قيمتها بـ400 مليون دولار رغم تشابه الطراز. كما استعرض التكلفة التشغيلية الباهظة، من 23 ألف دولار لساعة الطيران الواحدة، إضافة إلى تكاليف الوقود والصيانة والتأمين، معتبرًا أن شراء طائرة بهذه الكلفة في بلد يعاني الديون والتقشف ورفع الدعم يطرح سؤالًا جوهريًا حول منطق الأولويات، ومؤكدًا أن «العظمة» لا تُقاس بفخامة الطائرات والقصور، بل بالحكم الرشيد واحترام عقل المواطن.

مضامين الفقرة الثانية: عزوف الانتخابات وكشف زيف المشهد السياسي
خلال الحلقة أوضح ناصر أن صدمة عزوف الناخبين عن المشاركة في الإعادة البرلمانية لم تكن صدمة حقيقية بالنسبة له، بل نتيجة طبيعية لمسار انتخابات بلا معنى، مؤكدًا أن جيله اختبر هذا الفراغ منذ عهد السادات حين كان الذهاب إلى اللجان بدافع الملل لا الإيمان، بينما رأى أن أجيالًا أخرى لم تشهد انتخابات حقيقية إلا في محطات محدودة مثل 2005 و2011، فبدت لهم نسب المشاركة المتدنية كأنها «صفعة» للنظام، رغم أنها في الواقع تعبير واضح عن فقدان الثقة. واعتبر أن الفضيحة الحقيقية كانت في الحكم ببطلان بعض الدوائر، حيث جاءت الإعادة لتكشف المسرحية الانتخابية أمام الداخل والخارج، لا لتدين الشعب، رافضًا تحميل المواطنين مسؤولية العزوف، ومؤكدًا أن العلاقة بين السلطة والناس أصبحت مكشوفة: انتخابات صورية وشعب يدرك ذلك ولا يشارك إلا إذا اقتنع أو دُفع له مقابل.

واستعرض ناصر بالأرقام انهيار نسب المشاركة في دوائر كبرى مثل الجيزة وأكتوبر والهرم والمنتزه والدقي والعجوزة، حيث لم تتجاوز النسب في أغلبها 1 إلى 3% من مئات الآلاف من الناخبين، معتبرًا أن هذه الأرقام تعكس رفضًا واعيًا لا كسلًا شعبيًا. وانتقد محاولات الإعلام، وعلى رأسه عمرو أديب، تحميل الشعب المسؤولية، مؤكدًا أن الدولة تعلم أسباب الانصراف ورغم ذلك تُنفق المليارات لتصدير صورة وهمية عن ديمقراطية غائبة في بلد غارق في الديون. وقارن ذلك بمشاهد ما بعد ثورة يناير حين خرج الملايين لأنهم وثقوا بأن أصواتهم مؤثرة، متوقفًا عند دائرة الدقي والعجوزة كنموذج فادح لفوز نائب بآلاف قليلة من الأصوات، وهو ما اعتبره إهانة لإرادة الدائرة، ومشيرًا إلى تحذيرات عمرو الشبكي وخالد يوسف من خطورة هذا الانفصال، قبل أن يختم بالتأكيد على أن النظام اختار القمع بدل الإصلاح، مستشهدًا باستدعاء عمار علي حسن للتحقيق كمحاولة فاشلة لترميم شرعية منهارة.

مضامين الفقرة الثالثة: من «ملكة السماء» إلى أحمد السقا ومحمد الباز.. كيف حاول النظام الهروب من غضب السوشيال ميديا؟
استأنف ناصر الحديث عن الطائرة الرئاسية الجديدة، كاشفًا أن مواقع التواصل الاجتماعي في مصر انشغلت بالكامل بها عقب وصولها، معتبرًا أن الجدل الدائر لم يكن مفتعلًا ولا مجرد صنيع «لجان إلكترونية»، بل تعبيرًا عن غضب شعبي حقيقي من مشهد بذخ صارخ في بلد يعاني الفقر وتراكم الديون. وأكد أن الطائرة، التي وُصفت بـ«ملكة السماء»، قُدّرت قيمتها بما لا يقل عن نصف مليار دولار، مع تقديرات تجاوزت 800 مليون دولار، مشددًا على أن كلفتها الحقيقية لا تكمن في هيكلها المعدني فقط، بل في منظومة تكنولوجية وسيادية بالغة التعقيد والكلفة، وهو ما ضاعف من حدة الاستفزاز لدى الشارع.

وأشار ناصر إلى أن الغضب لم يكن بسبب الطائرة كوسيلة نقل فحسب، بل بسبب رمزيتها السياسية، إذ رآها كثيرون تجسيدًا لحياة «البرج العاجي» التي يعيشها السيسي بعيدًا عن معاناة الناس. واستشهد بآراء لصحفيين ونشطاء اعتبروا المشهد دليلًا صارخًا على انقسام المجتمع بين سلطة غارقة في البذخ وشعب يكافح من أجل لقمة العيش، ناقلًا تساؤلات مواطنين عن منطق شراء طائرة بهذه الكلفة في ظل القفز الكبير في الديون، وتدهور التعليم والصحة، وغياب الشفافية والرقابة على صفقة قُدّرت بأعلى من أسعار مماثلة عالميًا.

وأوضح ناصر أنه مع تصاعد الغضب تحركت اللجان الإلكترونية لترويج روايات تبريرية، من بينها أن الطائرة «قديمة» أو أنها «ملك للدولة لا للرئيس»، مستخدمة خطاب التخوين والتقديس، لكنها قوبلت برفض واسع اعتبر أن القرار سياسي وتتحمل مسؤوليته السلطة. وأضاف أن فشل هذه التبريرات دفع النظام إلى محاولات إلهاء متكررة، من فيديو أحمد السقا إلى إثارة جدل ديني جانبي، في نمط معتاد لصرف الانتباه عن القضية الأساسية، مؤكدًا في ختام حديثه أن هذه الأساليب لم تعد تخفي الحقيقة الجوهرية: فجوة هائلة بين سلطة تنفق ببذخ غير مسبوق وشعب يُطلب منه الصبر على الفقر باسم "الوطن".

إشارات الموضوع

المزيد من حلقات البرنامج

من طائرة الرئاسة إلى عزوف الانتخابات.. بذخ السلطة وانكشاف المشهد السياسي في مصر

أقرء المزيد

وهم الحريات… والعودة إلى المشهد القديم بين القمع الداخلي وترتيبات ما بعد حرب غزة

أقرء المزيد

خروج مصر المهين من كأس العرب… وتصاعد الدعوات لعزل قيس سعيّد… وصراع سعودي–إماراتي ينفجر إلكترونيًا

أقرء المزيد

قمة سيسي – نتنياهو المؤجلة… انفجار اقتصادي في مصر… سوريا الجديدة بعد سقوط الأسد… وتجسّس إسرائيلي يهدد العالم

أقرء المزيد

فوضى الانتخابات أزمة محمد صلاح، ذكرى سقوط نظام الأسد

أقرء المزيد

تشابه السيسي والأسد في الاستبداد، تصفية الإعلام، سحب جنسية طارق السويدان، و استراتيجية أمريكا الجديدة

أقرء المزيد