تناول محمد ناصر في الحلقة ما اعتبره حالة انهيار متسارعة تعيشها مصر، مؤكدًا أن تسارع الأزمات في عهد عبد الفتاح السيسي يعكس غياب دولة القانون وتحولها إلى «دولة قبائل» تُدار بمنطق القوة والمصالح. واستشهد بالصدام العلني بين الجيش والشرطة في واقعة قسم شرطة الإسماعيلية، والتعليمات التي تمنح ضباط الجيش حصانة فعلية، إلى جانب التزوير الممنهج في الانتخابات البرلمانية، وصفقة الغاز مع إسرائيل، وما وصفه بـ«هندسة الولاء» عبر عسكرة المجتمع، معتبرًا أن اكتمال الشكل القانوني يخفي غياب الشرعية، وأن هذا المسار ينذر بانفجار اجتماعي.
كما كشف ناصر عن شبكة فساد معقدة تحيط بالطائرة الرئاسية «ملكة السماء»، تمتد من المخابرات الحربية إلى شركة مصر للطيران، وتدار عبر دوائر نفوذ تتحكم في التعيينات والصفقات الكبرى. واعتبر أن الجدل المثار حول فيلم «الست» ليس سوى «ملاية دخان» لتشتيت الرأي العام عن هذه الملفات، قبل أن يختتم بتحذير إقليمي أوسع، مؤكدًا أن إسرائيل، عبر الإمارات، تعمل على استنزاف السعودية على غرار سيناريو العراق، مستشهدًا بتقارير أجنبية وملف اليمن، ومخلصًا إلى أن المنطقة مقبلة على صراعات كبرى تدفع الشعوب ثمنها بينما تُدار الصفقات في الظل.
مضامين الفقرة الأولى: دولة القبائل… صدام الجيش والشرطة وتزوير الانتخابات
استهل ناصر الحلقة بوصف ما اعتبره حصاد ثلاثين يومًا فقط من الأزمات والفضائح غير المسبوقة في عهد عبد الفتاح السيسي، معتبرًا أن وتيرة الكوارث لم تعد تُقاس بالسنوات كما في عهود عبد الناصر والسادات ومبارك، بل بالأيام، في دلالة على حالة تفكك متسارعة. وفي هذا السياق، تناول واقعة الصراع العلني بين الجيش والشرطة بعد الاعتداء على ضابط جيش داخل قسم شرطة الإسماعيلية، وما أعقبه من حصار القسم وتهريب الضباط المتورطين، مستشهدًا بتسريبات صوتية منسوبة للواء سمير فرج تؤكد صحة الواقعة، وتكشف عن تسوية انتهت بإحالة الضباط إلى الاستيداع، معتبرًا أن ما جرى يعكس غياب دولة القانون وتحول الدولة إلى «حكم قبائل» تحكمه موازين القوة لا المحاسبة.
وعرض ناصر تسجيلات لتوجيهات صدرت لضباط الشرطة بعدم التعرض لأي ضابط جيش مهما كانت المخالفة، حتى دون لوحات أو تراخيص، مبررًا ذلك بمخاوف من افتعال أزمات جديدة، واعتبر هذه التعليمات اعترافًا رسميًا بانهيار مبدأ سيادة القانون. كما تناول فضيحة الانتخابات البرلمانية، مستعرضًا شهادات مرشحين من الشرقية والإسماعيلية والمطرية حول تغيير الأرقام داخل اللجان ووجود محاضر فرز متناقضة للجنة الواحدة بتوقيع واحد وفوارق بالآلاف، مؤكدًا أن ما حدث لا يمكن اعتباره أخطاء إجرائية بل تزويرًا ممنهجًا أفقد العملية الانتخابية مشروعيتها، وهو ما أقر به سياسيون وإعلاميون محسوبون على النظام.
وفي سياق متصل، تطرق ناصر إلى صفقة الغاز مع إسرائيل بوصفها فضيحة كبرى، مستعرضًا احتجاجات رافضة لها وتصريحات مقررة الأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي التي اعتبرتها مكافأة لإسرائيل على الإبادة الجماعية وانتهاكًا للقانون الدولي، إلى جانب تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي حول هدف الصفقة بجعل مصر ودول الجوار معتمدين على إسرائيل أمنيًا واقتصاديًا لسنوات مقبلة. كما أشار إلى ما وصفه بـ«هندسة الولاء» عبر إخضاع أئمة وموظفين مدنيين لتدريبات عسكرية لإعادة تشكيل وعيهم، مختتمًا بعرض حصاد شهر واحد من التسريبات والصفقات وبيع الأصول وارتفاع معدلات الفقر، معتبرًا أن هذا التسارع غير المسبوق لا يعكس استقرارًا، بل غرقًا متدرجًا واقتراب انفجار اجتماعي.
مضامين الفقرة الثانية: شبكة الفساد حول "ملكة السماء"
خلال الحلقة، أشار محمد ناصر إلى أن مصر دخلت مرحلة غير مسبوقة من الانهيار، معتبرًا أن الفارق الجوهري بين عهد عبد الفتاح السيسي وعهود عبد الناصر والسادات ومبارك، رغم امتلاكهم جميعًا سلطات مطلقة، هو غياب أي خطوط حمراء في العهد الحالي. وأوضح أن الرؤساء السابقين، مهما بلغ بطشهم، كانوا يدركون أنهم يحكمون دولة لها تاريخ وقيمة، بينما يتعامل السيسي مع مصر باعتبارها «عزبة بلا حدود»، بلا وعي أو خوف من العواقب، معتبرًا أن الجهل يمنح صاحبه جرأة مدمرة على تخريب كل شيء دون حساب.
وانتقل ناصر إلى ما وصفه بـ«جريمة من العيار الثقيل» تتعلق بالطائرة الرئاسية الجديدة التي يطلق عليها السيسي اسم «ملكة السماء»، كاشفًا عن شبكة فساد معقدة تمتد من المخابرات الحربية إلى مسؤولي شركة مصر للطيران، وتدار لتحقيق منافع مالية ضخمة من المال العام. وأوضح أن سهير عبد الله، القائم بأعمال رئيس شركة مصر للطيران للخدمات الجوية، تمثل عنصرًا محوريًا في هذه الشبكة، حيث أصبحت المشرفة الأولى على ضيافة السيسي في رحلاته الخارجية، رغم أن صعودها الوظيفي – من مضيفة طيران إلى هذا المنصب الحساس – جاء بدعم أمني مباشر، مع تمديد خدمتها بعد السن القانونية، وتمتع أسرتها بعلاج كامل على نفقة الدولة بأوامر خاصة.
وكشف ناصر أن النفوذ الحقيقي خلف هذه المنظومة يعود إلى اللواء شريف فكري، مدير المخابرات الحربية، المسؤول عن تأمين الطائرة الرئاسية، والذي دعم سهير عبد الله وفرضها داخل الدائرة المغلقة، وأدار عبرها صفقات ضخمة تتعلق بالضيافة والتوريدات والتأمين. وأشار إلى أن نفوذه يمتد إلى إعادة تشكيل مواقع حساسة داخل الدولة، والتواصل المباشر مع السيسي ونجله محمود، ولعب دور الذراع التنفيذي لتحركات إماراتية داخل مصر. واختتم ناصر بالتأكيد على أن ما يجري يكشف عن عصابة مصالح تدير الدولة بمنطق الصفقات لا المؤسسات، وأن المواطن هو الخاسر الوحيد، بينما تتكرر الأسماء ذاتها خلف كل فضيحة كبرى.
مضامين الفقرة الثالثة: فيلم «الست»… ملاية دخان للتغطية على الغاز والفساد
اعتبر ناصر أن الضجة المثارة حول فيلم «الست» ليست خلافًا فنيًا أو أخلاقيًا عفويًا، بل «ملاية دخان» متعمدة لصرف الأنظار عن فضيحتين أخطر: صفقة الغاز مع إسرائيل، وملفات الفساد المرتبطة بالطائرة الرئاسية «ملكة السماء». وأوضح أن إشعال جدل واسع حول الفيلم في هذا التوقيت الحساس يهدف إلى تشتيت الرأي العام، عبر حملات منظمة شملت الهجوم على الفنان محمد صبحي وتحويله إلى هدف للتشويه، بمشاركة لجان إلكترونية متقابلة لإبقاء الصراع مشتعلاً، تحت لافتات انتقائية مثل «حماية الأخلاق» و«تربية الأجيال»، رغم أن تاريخ السينما المصرية حافل بأدوار سلبية قدمها كبار الفنانين دون أن تتحول إلى محاكمات أخلاقية.
وتوقف ناصر عند دور قنوات MBC وإعلامييها، وعلى رأسهم عمرو أديب وياسمين عز، معتبرًا أن الهجوم يعكس تقلبًا فجًا في المواقف وفقًا لمزاج الممول، بالتوازي مع صمت كامل تجاه استيراد الغاز من إسرائيل. وفي سياق الجدل المصري–السعودي، أشار إلى بيان تركي آل الشيخ الذي نفى فيه مسؤوليته عن إنتاج الفيلم، معتبرًا أن الوقائع المصورة وظهور اسم هيئة الترفيه في تترات العمل، إضافة إلى عرض خاص في الرياض قبل الطرح الجماهيري، تنسف هذا النفي. كما انتقد محاولات تحميل السعودية وحدها المسؤولية، مؤكدًا أن تجاهل دور «الشركة المتحدة» التابعة للمخابرات المصرية يكشف جوهر المعركة، ليخلص إلى أن قضية «فيلم الست» ليست سوى أداة لإشغال المصريين بصراعات جانبية، بينما تُدار الصفقات والفساد الحقيقي في الظل.
مضامين الفقرة الرابعة: مخطط إقليمي لاستنزاف السعودية عبر الإمارات واليمن
واختتم ناصر الحلقة بالتأكيد على أنه سبق أن حذّر علنًا من استعداد الإمارات لاستخدام كل أدواتها السياسية والإعلامية والأمنية لإسقاط السعودية، معتبرًا أن ما تشهده المنطقة هو بدايات حروب كبرى قد تؤدي إلى سقوط دول كاملة إذا لم يتم التنبه لها مبكرًا. وضرب مثالًا بالعراق، التي كانت أقوى دولة عسكريًا واقتصاديًا في المنطقة، قبل أن يتم استنزافها عبر حرب طويلة مع إيران، ثم جرّها لغزو الكويت، ليُجمع العالم ضدها وتُدمَّر بالكامل. واعتبر أن السيناريو نفسه يُعاد اليوم مع السعودية، باعتبارها القوة الأكبر في الخليج، بهدف إسقاطها لصالح إسرائيل، عبر توظيف حكّام أبو ظبي كأداة تنفيذ، مؤكدًا أن الشعوب الخليجية بريئة من هذه السياسات.
وأشار ناصر إلى أن تحذيراته تدعمها تقارير صحفية أجنبية، أبرزها تقرير لموقع Middle East Monitor تحدث عن اتفاق إسرائيلي سري مع الإمارات لتقويض الدور الإقليمي للسعودية، إضافة إلى اختراق إماراتي للكويت وصراعات داخل البيت الخليجي. ونقل عن مصدر من العائلة الحاكمة الكويتية أن إسرائيل تسعى لإعادة ترتيب موازين القوى في الخليج بعد تأخر السعودية في توقيع اتفاقيات أبراهام، وأن الإمارات أصبحت الأداة المفضلة لهذا المشروع. وانتقل إلى الملف اليمني، معتبرًا أن الحرب هناك تحولت إلى ساحة لاستنزاف السعودية، مع دعم إماراتي متصاعد للمجلس الانتقالي الجنوبي وتأسيس قوات جديدة، ما ينذر بصدام غير معلن، ليختتم بالتأكيد على أن اليمن باتت «معجنة» إقليمية يدفع ثمنها الشعب اليمني، في ظل تقارير أممية تؤكد اقتراب البلاد من الانهيار الكامل